ﰡ
أقبلتُ من عند زِياد كالِخِرفْ | أَجُرُّ رِجليَّ بخٍطّ مخٌتِلفْ |
فجزمه لأنه هجاء، ومعنى ﴿ آلم ﴾ : افتتاح، مُبتدأ كلامٍ، شِعار للسورة.
قال خُفاف بن نَدْبة السُلَمىّ، وهي أُمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غِربان العرب في الجاهلية :
فإن تك خَيلي قد أُصيب صَميمها | فَعمداً على عين تيممّتُ مالِكا |
أقول له والرُّمح يأطرُ مَتْنَه | تأمَّلْ خُفافاً إنّني أنا ذلكا |
﴿ لا رَيْبَ فيهِ ﴾ لا شكّ فيه، وأنشدني أبو عمرو الهذليّ لساعِدة بن جُؤيَّة الهذليّ :
فقالوا تركْنا الحَيَّ قد حَصروا به*** فلا رَيْب أن قد كان ثَمَّ لَحيِم
أي قتيل، يقال : فلان قد لُحمِ، أي قُتل، وحصروا به : أي أطافوا به، لا رَيْبَ : لا شكَّ.
﴿ هُدىً لِلُمَّتقِين ﴾ أي بياناً للمتقين.
نحُلُّ بلاداً كُلها حُلَّ قبلَنا | ونرجو الفَلاح بعد عادٍ وحِمْيرِ |
أَفْلِحْ بما شئتَ فقد يُدرَك بالضَّ | عْفِ وقد يُخدَعُ الأريبُ |
إنَّ الحديد بالحديد يُفْلَحُ
أي يُفلَق والفلاح هو المكارِي في قول ابن أحمر أيضاً :
لها رِطْل تَكيِل الزيتَ فيه | وفَلاَّحٌ يَسوق لها حمارا |
أعقِلي إن كنتِ لمّا تَعْقِلي | ولقد أفلحَ من كان عَقَلْ |
تبعتُك إذ عينى عليها غِشاوةٌ | فلما أنجلت قطَّعتُ نفسي ألوُمها |
﴿ عَذَابٌ ألِيمٌ ﴾ أي مُوجع من الألم، وهو في موضع مُفعِل، قال ذو الرمة :
ونَرفعُ في صدور شَمَرْدَلاتٍ | يَصُكّ وُجوهَها وَهَجٌ ألِيمُ |
ومَهْمهٍ أطرافُه في مَهْمهِ | أعمَى الهُدَى بالجاهلين العُمَّهِ |
توهَّمتُ آياتٍ لها فعرَفتُها | لِستَّة أعْوامٍ وذا العامُ سابعُ |
رَمادٌ كَكُحْلِ العينَ لأيا أُبينُه | ونُؤْىٌ كجِذْم الحَوْض أثَلمُ خاشعُ |
كأنُهُم صابت عليهم سَحابةٌ ***صَواعِقُها لطيرهن دَبِيبُ
فلا تَعدلِي بيني وبين مُغَمَّرٍ | سَقتكِ روايا المُزْنِ حيث تَصُوبُ |
ولستَ لأنِسيِّ ولكن لَمْلأَكٍ | تنزَّل من جَوّ السماءْ يصوبُ |
﴿ فَلاَ تَجْعَلوا للهِ أَنْدَاداً ﴾ واحدها نِدٌّ، معناها : أضداد، قال حَسَّان :
أتهجوه ولستَ له بِنٍدّ | فشرُّكما لخِيركما الفِداءُ |
﴿ ولَهُم فِيهَا أزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء. ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ أسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة ﴾ ﴿ ٢/٣٥ ﴾.
قالت ألا ليت ما هذا الحمَامَ لنا | إلى حمَامتنا ونصفَه فَقَدِ |
قال : وسأل يونسُ رؤبة عن قول الله تعالى ﴿ ما بعوضة ﴾، فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين في الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعاً :
قالت ألا ليت ما هذا الحمامُ لنا | إلى حمَامتنا ونِصفُه فَقدِ |
﴿ وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ : الهمزة فيها مُجتلَبة، لأن واحدها ملَك بغير همزة، قال الشاعر فهمز :
ولستَ لإنسيٍّ ولكن لَمْلأَكٍ | تنزَّلَ من جوِّ السماء يَصُوبُ |
ألستم خيرَ مَن ركب المَطايا | وأندىَ العالمين بُطونَ راحِ |
﴿ نُقَدِّسُ لَكَ ﴾ نطهِّر، التقديس : التطير.
﴿ وَنُسَبِّحُ ﴾ نُصَليّ، تقول : قد فرغتُ من سُبحتي، أي من صلاتي.
أقول لمّا جاءني فَخْرُه | سبحانَ مِن عَلْقمةَ الفاخرِ |
فإذا وذلك لا مَهاهَ لذِكره | والدهرُ يُعقِب صالحاً بفَسادِ |
حتى إذا أسلكوهم في قُتائِدةٍ | شَلاَّ كما تطرد الجَمَّالةُ الشُرُدا |
﴿ فَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً ﴾ الرَغَد : الكثير الذي لا يُعنِّيك من ماء أو عيش أو كَلأ أو مال، يقال : قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، قال الأعشى :
زَبِداً بمصْرٍ يومَ يَسْقى أهلهَا | رَغَداً تُفجّره النَبيطُ خِلالَها |
﴿ ومَتَاعٌ إلى حِينٍ ﴾ إلى غاية ووقت.
﴿ إنَّهُ هُو الَتَّوابُ ﴾ أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس : الذي يتوب من الذنب.
نحن بما عندنا وأنتَ بما | عندك راضٍ والرأي مختلفُ |
فقلتُ لهم ظُنّوا بأَلْفَى مُدَجَّج | سَراتُهُمُ في الفارسيّ المُسَرَّدِ |
فلما عصَوني كنتُ منهم وقد أَرَى | غَوايَتَهم وأنني غير مُهتدِ |
﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبكُمْ عَظِيم ﴾ أي ما ابتليتم من شدة، وفي موضع آخر : البلاء الابتلاء، يقال : الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من بلوتُه، ويقال : له عندي بلاء عظيم أي نِعمة ويد، وهذا مِن : ابتليته خيراً.
﴿ بَارِئكُمْ ﴾ : خالقكم من برأتُ.
﴿ والسَّلْوَى ﴾ : طائر ﴿ بعينه، وهو الذي سمّاه المولَّدُون سُماني ﴾.
﴿ اهْبِطُوا مِصْراً ﴾ من الأمصار لأنهم كانوا في تيه. قالوا : اثنى عشر فرسخاً في ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلاَّ أن الله ظلَّل عليهم بالغَمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوَى، وفجَّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فإذا نزلوا وضعوا الحجر فبَجَس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المَقْدِس إلى قِنِّسْرِين.
﴿ الذِّلَّة ﴾ : الصَّغار ﴿ والْمَسْكَنَةُ ﴾ : مصدر المسكين، يقال : ما في بني فلان أسكنُ من فلان أي أفقر منه.
﴿ بَاؤُوا بِغَضَبٍ ﴾ : أي احتملوه.
﴿ وَالصَّابِئِينَ ﴾ : يقال : صبأتَ من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها. ﴿ ويقال صبأتُ ثنيةً إذا طلعتها ﴾
﴿ بَيْنَ ذلِكَ ﴾ : والعرب تقول : لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك ؛ فمجاز هذه الآية : بين هذا الوصف، ولذلك قال : بين ذلك، وقال رؤبة :
فيها خطوطٌ من سَوادٍ وَبلَقْ ***
فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال :
كأنه في الجِلد تَوْلِيعُ البَهَقْ ***
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة : إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل : كأنهما، فقال : كأنّ ذاك ويلك توليع البَهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال :
يُحسَبن شاماً أو رِقَاعاً مِن بَنَقْ
جماعة شأمة.
﴿ فَاقِعٌ لَوْنُها ﴾ أي ناصع.
﴿ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾ أي الآن تبّينا ذلك، ولم تزل جائياً بالحق.
﴿ وَيُرِيكمُ آيَاتِهِ ﴾ : أي عجائبه، ويقال : فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال : اجعل بيني وبينك آية أي علامة، وآيات بينات أي علامات وحُجج، والآية من القرآن : كلام متصل إلى انقطاعه.
﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوِح القُدْسِ ﴾ أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد : أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج :
مِنْ أَنْ تَبَدّلتُ بآدى آدا ***
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْناَهَا بأَيْدٍ ﴾ ﴿ ٥١/٤٧ ﴾ أي : بقوة.
﴿ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ ﴾ : أي في أغطية واحدها كِنان،
قال عمر بن أبي ربيعة :
تحت عَيْنٍ كِنانُها | ظِلُّ بُرْدٍ مُرحَّلِ |
وقال الشَمّاخ :
ذَعرتُ به القَطَا ونَفيتُ عنه | مقامَ الذئب كالرجل اللَّعينِ |
كأنك من جِمال بنى أُقَيْشٍ | يُقعَقع خَلفَ رِجليه بِشَنِّ |
كذبتم وبيتِ الله لا تُنكحونها | بنى شابَ قَرْناها تَصُرُّ وَتَحلُبُ |
نظرتُ إلى عنوانه فنبذتهُ | كنبذك نَعْلاً أَخَلقتْ من نِعالكا |
﴿ وَاتّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ ﴾ أي تَتَبَّع }؟ }، وتتلُو : تحكى وتكلمُ به كما تقول : يتلو كتاب الله أي يقرؤه.
﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوا بِهِ ﴾ أي : باعوا به أنفسهم، وقال ابن مُفَرِّغ الحِمْيَريّ :
وَشَرَيْتُ بُرداً لَيتَنِي | من بعد بُرْدٍ كنتُ هَامَه |
جزَيتُكِ ضِعفَ الحبّ لما استثبِتِه | وما إن جزاكِ الضِّعِفَ مِن أحدٍ قبليِ |
ونسأتُ الناقة : سُقتها، وقال طرفة :
وعَنْسٍ كألواح الإران نسأتُها | على لاحبٍ كأنه ظهر بُرْجُدِ |
﴿ نَأتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ﴾ أي نأتيك منها بخير.
يا وَيْحَ أنصارِ النبي ونسلهِ | بَعد المغيَّب في سَواء المُلْحَدِ |
﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنْون ﴾ ﴿ ؟ ﴾
﴿ إنَّ اللهَ وَاسِعٌ ﴾ أي جواد يَسع لمِا يُسأل.
﴿ وَإذَا قَضَى أمراً فإنَّما يَقُولُ له كُنْ فَيَكُونُ ﴾ أي أَحكمَ أمراً، قال أبو ذُؤيب :
وعلَيْهِما مسرودتان قَضَاهُما | داودُ أَو صَنَعُ السَّوابغ تُبَّعُ |
تَعُدُّون عَقْر النِّيبِ أفضلَ مجدكم | بَنِى ضَوْطَرَى لولا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا |
﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِه فأُولئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴾ وقع على الجميع.
﴿ وَلاَ يُقبَلُ مِنْها عَدْلٌ ﴾ : أي مِثلٌ، يقال : هذا عَدْل هذا ؛ والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة ؛ وقال أبو عبيدة : العدل المِثلُ والصَّرْف المِثل، والعدل الفِدَاء، قال الله تبارك وتعالى :﴿ وَإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ ﴾ ﴿ ٦/٧٠ ﴾.
﴿ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ : العَاكِف أي المقيم.
والرُكَّعِ السُّجُودِ : الذين يركعون ويسجدون، والراكع العاثر من الدواب.
قال الشاعر : على قَرْوَاءَ تَرْكَع في الظِّرابِ ***
الظراب : الجبال الصغار ؛ قال لبيد :
أخبِّرُ أخبارَ القرون التي مضتْ | أَدِبُّ كأنّي كلما قُمتُ راكعُ |
في ذِروة مِن يَفاعٍ أوّلهُم | زَانت عواليها قواعدُها |
وعاديةٍ من بِناء الملوك | تَمُتُّ قواعدُ منها وسورا |
﴿ يَرْفَعُ ﴾ أي يبني.
أريني جواداً مات هَزْلاً لأَنني | أرى ما ترين أو بخيلا مُخَلَّدَاً |
كذبَتْك عينُك أم رأيتَ بواسطٍ | غَلَسَ الظَّلام من الرَّبابِ خيالا |
قال أبو عبيدة : لم أسمع من حَمّاد هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، عن عِكرمة : إنّ النبي صلى الله عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة : رُدُّوا عَليَّ أبي فإنّي أخَافُ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ قريش مَا فَعَلت ثَقِيف بِعُرْوَةَ بن مَسْعُود، ثم قال : لَئن فَعَلُوا، لأَضْرِمَنَّهَا عَلَيْهِمْ نَاراً، وكان النبي صلى الله عليه بعث عُرْوة إلى ثقيف يدعوهم إلى الله، فرقى فوقَ بيتٍ، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله.
﴿ حِنِيفاً ﴾ : الحنيف في الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفاً لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا : نحن حُنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والخِتان ؛ والحنيف اليوم : المسلم.
قال ذو الرمة :
إذا خالف الظِّلّ العشِيّ رأيته | حنيفاً ومِن قَرْن الضُّحَى يتَنصَّرُ |
وكان إليها كالذي اصطاد بَكْرَها | شِقاقاً وبُغضاً أو أَطمَّ وَأَهْجَرا |
{ وقال غَيْلان :
وقد وسَطتُ مالكا وحَنْظَلا
أي صرت من أوسطهم وخيارهم }. وواسط : في موضع وسط، كما قالوا : ناقة يَبَسٌ ويابسةُ الخِلْف.
﴿ رَؤُفٌ ﴾ : فَعول من الرأفة، وهي أشدّ الرحمة.
{ قال الكُميت :
وهم الأَرأفون بالناس في الرأ | فة والأحْلمون في الأحلامِ |
إنّ العَسِير بها داءٌ مُخَامِرُها | فَشطْرَها نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ مَحْسُورُ |
تَعْدو بنا شَطْرَ جَمْعٍ وهي عاقِدةٌ | قد كارب الْعقْدُ مِن إيقادها الحُقُبَا |
إلاّ كخارِجةَ المكلِّفِ نفسَه | وَابْنَي قَبِيصةَ أن أَغِيبَ وَيَشْهَدا |
مَنْ كان أَسْرَعَ فِي تَفَّرُقِ فالجٍ | فلبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغدَّتِ |
إلاّ كناشِرَةَ الذي ضَيّعتمُ | كالغُصْن في غُلَوائِهِ المُتَنَبِّتِ |
تقول بِنْتِى إذا قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً | يا رَبِّ جَنِّبْ أبي الأوصابَ والوَجَعا |
عليكِ مِثل الذي صَلَّيتِ فاغْتَمِضِى | نَوماً فإن لجِنب المرء مُضْطجَعا |
﴿ وَبَثَّ فِيهَا ﴾ أي فرّق وبسَط، ﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ ﴿ ٨٨/١٦ ﴾ أي متفرقة مبسوطة.
انْعِقْ بضَأنك يا جريرُ فإنما | منَّتك نفْسُك في الخلاء ضَلالا |
وقد خِفتُ حتى ما تَزيدُ مَخافتِي | على وَعِلٍ في ذي القِفَارة عاقِلِ |
لا يَبْعَدَنْ قَوْمي الذين هُمُ | سُمُّ العُداة وآفةُ الْجُزرِ |
النازلين بكل مُعْتَرَكٍ | والطيبين مَعاقِدَ الأزْرِ |
هُمُ المَوْلَى وقد جنَفَوا علينا *** وإنّا من لِقائهم لَزُورُ
جنفوا : أي جاروا، والمولى هاهنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله :﴿ يُخْرِجُكم طِفْلاً ﴾.
وداعٍ دعا يا مَن يُجِيب إلى النَّدَى | فلم يستجبه عند ذاك مُجيبُ |
هُمُ المَوْلى وقد جنَفَوا علينا | وإنّا من لِقائهم لَزُورُ |
﴿ هُنَّ لِيَاسٌ لَكُمْ ﴾ : يقال لامرأة الرجل : هي فراشه، ولباسه وإزاره، ومحل إزاره، قال الْجَعْدِيّ :
تَثَنَّتْ عليه فكانت لِباسا ***
﴿ الْخَيْط اْلأَبْيَضُ مِنَ الْخَيَطِ اْلأَسْوَدِ ﴾ : الخيط الأبيض : هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود هو الليل، والخيط هو اللون.
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾ ١٩٦ } أي إن قام ﴿ بكم ﴾ بعير، أو مرضتم، أو ذهبت نفقتكم، أوفاتكم الحجُّ، فهذا ﴿ كله ﴾ مُحْصَر، والمحصور : الذي جُعل في بيت، أو دار، أو سجنٍ.
﴿ الهَدْىِ ﴾ قال يونس : كان أبو عمرو يقول في واحد ﴿ الهَدْى ﴾ : هَدْية، تقديرها جَدْية السرج، والجميع الْجَدى، مخفف. قال أبو عمرو : ولا أعلم حرفاً يشبهه.
﴿ أَوْ نُسُكٍ ﴾ : النُّسُك أن يَنسُك، يَذبَح لله، فالذبيحة النسيكة.
﴿ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أيّامٍ فِي الحَجّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشْرَةٌ كَامِلةٌ ﴾، العرب تؤكد الشيء وقد فُرغ منه فتعيده بلفظ غيره تفهيماً وتوكيداً.
﴿ فلا رَفَثَ ﴾ أي لَغَا من الكلام، قال العجاج :
عن اللَّغَا ورَفثِ التكلّمِ
﴿ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ ﴾ أي لا شك فيه أنه لازِمٌ في ذي الحجة، هذا فيمن قال :﴿ جدالَ ﴾ ومن قال :﴿ لا جدالٌ في الحجّ ﴾ : من المجادلة.
ألا تتّقون اللهَ يا آل عامرٍ | وهل يتّقى اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ |
وإنّ السِّلم زائدةٌ نَوَاه
وفي موضع آخر الصلح، ﴿ كَافَّةً ﴾ : جميعاً، يقال : إِنه لَحَسَنُ السِّلمِ.
﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ بغير محاسبة.
﴿ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ أي مضّوا.
﴿ وَزُلْزِلُوا ﴾ أي خُوِّفوا.
لقد كان في حَولٍ ثَواءٍ ثَوَيتُه | تُقَضِّى لُبَاناتٍ ويَسأم سائمُ |
﴿ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ أي الطاقة التي تُطيقها والقَصْدَ، تقول : خذ ما عفا لك، أي ما صفا لك.
﴿ يولُونَ ﴾ : يُولِى يحلف، من الأَليّة وهي اليمين، أُلْوَة، وأليّة اليمينُ قال أوْس بن حَجَر :
عَلَىَّ أَليّةٌ عتقت قديماً | فلَيس لها وإن طُلِبتْ مَرامُ |
وفي كل عام أنتَ جاشمُ غزوةٍ | تَشُدُّ لأَقصاها عَزِيمَ عَزائِكا |
مؤرَّثةٍ مالاً وفي الأصل رِفْعَةً | لِما ضاَع فيها مِن قُرُوءِ نِسائكا |
﴿ وَبُعُولَتُهُنَّ ﴾ : الأزواج، واحدها بَعْل.
﴿ دَرَجَةٌ ﴾ : منزلة.
﴿ فَإنْ خِفْتُمْ ﴾ ها هنا : فإن أيقنتم.
﴿ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً ﴾ السِّر : الإفضاء بالنكاح، قال الْحُطَيْئَة :
ويَحرُم سِرُّ جارتِهم عليهم | ويأكل جارُهم أُنُفَ القِصاعِ |
فعَفَّ عن إسرارها بَعد العَسَقْ ***
يعني غشيانها، أراد الجمِاع. قال امرؤ القيس بن حُجْر الكِنْديّ :
ألا زَعمتْ بَسْباسةُ اليومَ أنَّنِي | كَبِرتُ وألاَّ يُحسِنُ السِرَّ أمثالِي |
ولا مِن رَبِيع الُمْقِترين رُزِئْتُهُ | بِذِي عَلَقٍ فاقنَىْ حَياءَكِ واصْبرِي |
﴿ هَلْ عَسَيْتُمْ ﴾ : هل تعدون أن تفعلوا ذلك.
﴿ غَرْفَةً ﴾ الغَرْفة مصدر، والغُرْفة : مِلْء الكف.
﴿ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاَقُوا اللهِ ﴾ يوقنون.
﴿ فِئَةٍ ﴾ : جماعة.
ألا أبلِغا خُلّتِي جابراً | بأن خليلك لم يُقْتَلِ |
﴿ سِنَةٌ ﴾ السِّنة : النُّعاس، والوَسنة النُّعاس أيضاً. قال عَدِي بن الرِّقاع :
وَسْنَانُ أقصَدَه النُّعَاسُ فرنَّقَتْ /// في عينه سِنةٌ وليس بنائمِ
﴿ ولاَ يَئُودُهُ ﴾ : ولا يُثقله، تقول : لقد آدَني هذا الأمر، وما آدَك فهو لي آئدٌ، قال الكمَيْت :
علينا كالنِّهَاءِ مُضاعَفات | مِن الماذِيّ لم تؤُدِ المتُونَا |
فهُم الآخذون من ثِقَة الامرِ | بتقواهم وعُرىً لا انفصامَ لها } |
في حَلْقكم عَظمٌ وقد شَجِينا ***
وقال العباس بن مِرْداس :
فقلنا أسلمِوا إنا أخوكم | فقد بَرئَتْ من الإحَنِ الصُّدورُ |
﴿ لم يَتَسَنَّهْ ﴾ : لم تأت عليه السنون فيتغير، وهذا في قول من قال للسنة :﴿ سُنَية ﴾ مصغرة، وليست من الأَسن المتغير، ولو كانت منها لكانت ولم يتَأسن.
﴿ نَنْشُرُهَا ﴾ : نجييها ومن قال :﴿ نَنْشُزُها ﴾ قال : نَنْشز بعضها إلى بعض }.
﴿ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ﴾ : فمن جعل من ﴿ صِرْتُ قطَّعت وفرَّقت ﴾ قال : خذ أربعة من الطير إليك فصِرهن إليك أي قطعهن ثم ضَع على كل جبل منهن جزءاً قالت خنساء :
لَظَلتْ الشُّمُّ منها وهي تِنصارُ
الشُّمُّ : الجبال، تنصار : تُقطَع وتُصدَع وتُفلَق ؛ وأنشد بعضهم بيت أبي ذُؤيب :
فَانْصرْنَ من فَزَعٍ وسَدَّ فروجَه | غُبْرٌ ضَوارٍ وافيانِ وأَجْدَعُ |
وجاءت خُلْعة دُهْسٌ صَفايا | يَصور عُنوقَها أَحْوَى زَنِيمُ |
﴿ صَلْداً ﴾ والصَّلْد : التي لا تُنبت شيئاً أبداً من الأرضِين، والرؤوس، وقال رؤبة :
بَرّاقُ أصلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ ***
فإِن تك خَيْلِى قد أُصِيب صَمِيمُها | فَعَمْداً على عينٍ تَيمّمت مالِكا |
﴿ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ : العرب تصنع هذا ؛ إذا بَدَءوا بفعل المؤنث قبله.
﴿ فَلَهُ مَا سلَف ﴾ : ما مضى.
﴿ أنْ تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذَكِّر إحْدَاهُمَا الأخْرَى ﴾ أي تنسَى.
﴿ وَلاَ يَأبَ الشُّهَدَاءُ إذَا مَا دُعُوا ﴾ قال فيمن شَهِد : لا يأب إذا دُعى، وله قبل أن يشهد أن لا يفعل.
﴿ أَقْسَطُ عِنْدَ الله ﴾ أعدل.
﴿ فُسُوقٌ ﴾ الفسوق : المعصية في هذا الموضع.
بانَتْ سُعادُ وأمس دونَها عَدَنُ | وغُلّقتْ عندها من قبلك الرُّهنُ |
فما تَقبل الأحياءُ من حُب خِنْدِفٍ | ولكن أطراف العَوالِي تصورها |
ولو أن أمّ الناس حَوَّاءَ حاربتْ | تميمَ بن مُرٍّ لم تجد من تُجيرُها |