تفسير سورة البقرة

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة البقرة من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

قوله تعالى الم كان جماعه من العلماء يرون هذا من المتشابه الذى انفرد الله تعالى بعلمه وفسره اخرون فقالو ا هى حروف من اسماء الله تعالى
والريب الشك
والمرض الشك
قوله تعالى الى شياطينهم رؤوسهم فى الكفر
يستهزئ بهم اى يجازيهم على استهزائهمويمدهم اى يملي لهميعمهون يتحيرون
اشتروا الضلالة استبدلوا الكفر بالايمان
والبكم الخرس
والصيب المطر
الانداد الامثال الاشكال وهى الاصنام
وادعوا شهداءكم اى استعينوا بالهتكم وسموا شهداء لانهم يشهدونهم ويحضرونهم
والوقود بفتح الواو الحطب
تجرى من تحتها الانهار اى من تحت شجرهاهذا الذى رزقنا من قبل اى رزق الغداة كرزق العشى فهو متشابه المنظر مختلف الطعممطهرة اى نقيه من الاذى
لا يستحيى لا يتركوما زائدة
وكنتم امواتا اى نطفا
ثم استوى الى السماء اى عمد الى خلقها ولفظها لفظ الواحد والمعنى معنى الجمع
قوله من يفسد فيها قال ابن مسعود علموا ذلك بتوفيق من الله تعالى وقال ابن عباس قاسو على حال من سلف
والرغد الرزق الواسعوالشجره السنبله وقيل الكرم
والمتاع المنفعه
فتلقى اخذ كان الله تعالى اوحى اليه كلمات فاستغفره بها والكلمات ربنا ظلمنا انفسنا الايه
واعاد ذكر الهبوط للتاكيد
واسرائيل هو يعقوبوعهد الله ما فى التورات وعهدهم دخول الجنه
وانما قال اول كافر به لانه اشد فى العناد
تلبسوا بمعنى تخلطوا فكانو يقولون فن صفة النبى صلى الله عليه وسلم ليس من العرب
وتامرون باتباعه ولا تؤمنون به
والمراد بالعالمين عالمو زمانهم
وتجزى بمعنى تقضىوالعدل الفداء
يسومونكم اى يولونكمويستحيون يستبقون
والفرقان النصر
والمن شىء يقع على الشجر والسلوى طائر
و القرية بيت المقدسو سجدا اي ركعاومعنى حطة حط عنا ذنوبنا
والعثو اشد الفساد
والفوم الحنطهوقوله بغير الحق بغير جرم
والصابئين صنف من النصارى
قوله بقوة اى بجد واجتهاد
والذين اعتدو فى السبت اخذو فيه الحيتان وقد حرم عليهم ذلك والخاسئ المبعد
فجعلناها يعنى العقوبه نكالا اى عبرة لما بين يديها من الذنوب وما خلفها وما عملو بعده
والفارض المسنه والبكر التى لم تلد والعوان بين ذلك
والفاقع نعت الاصفروتسر بمعنى تعجب
والذلول التى قد اذلها العملمسلمة من العيوب لا شية فيها اى ليس فيها لون يخالف لفون سائرها والحق البيان
فاداراتم تدافعتم والقى بعضكم على بعض وهذه الاية مقدمة فى المعنى على قصة البقره
قوله تعالى بما فتح الله عليكم اى قضى وكان ناس من اليهود يحدثون المؤمنين بما عذبوا به وقيل بما علمكم الله
والامى الذى لا يقرا ولا يكتبوالامانى التلاوة
بلى من كسب سيئه اى شركا
قوله لا تسفكون دماءكم اى لايسفك بعضكم دم بعض وكانت قريظة حلفاء الاوس والنضير حلفاء الخزرج وكانوا يقاتلون مع حلفائهم فاذا اسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فتعيرهم العرب وتقول كيف تقاتلونهم وتفدونهم فيقولون امرنا ان نفديهم وحرم علينا قتلهم فتقول العرب فلم تقاتلونهم فيقولون نستحييى ان يستذل حلفاؤنا
فقال افتؤمنون ببعض الكتاب وهو فداء الاسارى وتكفرون ببعض وهو الاخراج والقتل
قوله وقفينا اى اتبعناوروح القدس جبريل والقدس الطهاره
قلوبنا غلف اى ذوات غلف فما نفهم ما تقول
ويستفتحون يستنصرون باسم محمد صلى الله عليه وسلم
اشتروا به انفسهم باعوها بغيا اى حسدا والمعنى تكفرون بغيا لان ينزل الله على النبى صلى الله عليه وسلمفباءوا بغضب لتبديلهم التورات على غضب لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
واشربوا فى قلوبهم العجل اى سقوا حب العجل
قوله تعالى ومن الذين اشركوا اىا حرص من المشركين وهم المجوسوما هو يعنى التعميروقوله تعالى ان يعمر قال الزجاج جعل مبنيا عن هو
تتلو بمعنى تلتوعلى بمعنى فىوكانت اليهود لا تسال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فى التوراة الا اجابهم فسالوه عن السحرقوله تعالى وما انزل على الملكين فيها قولان احدهما انها معطوفه على ما تتلو والثانى على السحر قال الزجاج وكانا يعلمان الناس السحر ويامرون باجتنابه وجائز ان يكون الله امتحن الناس بالملكين فمن قبل التعليم كفروالفتنه الاختبارولقد علموا يعنى اليهود لمن اشتراه اى اختار السحروالخلاق النصيب
راعنا كلمة كان المنافقون يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون انت ارعنوانظرنا يعني انتظرنا
قوله ننساها اى نؤخر نسخهانات بخير منها اى اسهل او مثلها في المنعه والثواب
كما سئل موسى وهو قولهم ارنا الله جهرةوسواء السبيل وسطه
قوله تعالى من عند انفسهم اى من قبل النفس لا انه عندهم حق
قوله تعالى الا من كان هودا هذا قول اليهود او نصارى قول النصارى والهود جمع هائد
بلى رد عليهم من اسلم وجهه اى اخلص دينه
كذلك قال الذين لايعلمون هم مشركو العرب قالوا يعنى لمحمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لستم على شيء
قوله ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين ظاهرة الخير ومعناه الامر وتقديره خذوا فى جهادهم ليخافو
قوله تعالى فثم وجه الله اى علمهوالواسع الغنى
والقانت المطيع وانما عم الخلق بذلك لان من لم يطع فاثر الصنعه فيه دليل على ذله لربه
والبديع المبتدع وكل من انشاشيئا لم يسبق له قيل له ابتدعت
وقال الذين لا يعلمون هم مشركو العربوالذين من قبلهم اليهودتشابهت قلوبهم فى الكفر
يتلونه حق تلاوته يعملون به حق عمله
واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات وهى الفرق والمضمنة والاستنشاق وقص الشارب والسواك وتقليم الاظافر وحلق العانه ونتف الابط والاستطابه بالماء والختانفاتمهن عمل بهنقال لا ينال عهدى يعنى الامامه
والمثابة اى المعاد اى الناس يعودون اليه مرة بعد مرةوآمنا اى من احدث حدثا فى غيره ثم لجا اليه امن
قوله تعالى ومن كفر المعنى فسارزقه
القواعد اساس البيت
والمناسك المتعبدات
الحكمة السنهويزكيهم يطهرهم من الكفر
وملة ابراهيم دينهالا من سفه نفسه قال ابن قتيبه الا من سفهت نفسه
ووصى بها اى بالمله
بل ملت ابراهيم اى بل نتبع ملة ابراهيم فى حال حنيفيته والحنيف المائل الى العباده
والاسباط بنو يعقوب والسبط فى اللغه الجماعه يرجعون الى اب واحد
بمثل ما امنتم به المثل صلهوالشقاق المشاقه
صبغة الله اى دينه والصبغه مردوده الى المله وقال ابن قتيبه الصبغه الختان وكان النصارى يصبغون اولادهم فى ماء فقال الزموا صبغة الله لا صبغة النصارى
امة وسطا اى عدلاوان كانت يعنى التوليه الى الكعبهليضيع ايمانكم اى صلاتكمترضاها بمعنى تحبهاوالشطر النحو
يعرفونه الهاء راجعة الى الرسول صلا الله عليه وسلم وقيل بل الى الصرف الى الكعبه
ولكل وجهة يعني لكل اهل دين قبلههو يعني الله تعالىوانما كرر ومن حيث خرجت لتنحسم اطماع اهل الكتاب فى رجوع المسلمين الى قبلتهملئلا يكون للناس يعني اليهود واحتاجهم انهم قالوا ان كانت ضلاله فقد دنت بها وان كانت هدى فقد نقلت عنها
الصفا فى الغة الحجاره الصلده والمروة الحجاره اللينه وهذان الموضعان من شعائر الله اى من اعلام متعبداته وكان المسلمون يجتنبون السعي بينهما لاوثان كانت هناك فقيل لهم ان نصب الاوثان بينهما قبل الاسلام لايوجب اجتنابهمافلا جناح على المتطوف بهماوالشكر من الله تعالى المجازات
والفلك السفن
يحبونهم كحب الله اى يسوون بين الله وبين الانداد فى المحبهولو يرى الذين ظلموا اى لو راوا عذاب الاخرة لعلمو ان القوة لله
والاسباب الارحام والمودات
كذلك اى كتبرؤ بعضهم من بعضيريهم الله اعمالهم حسرات عليهم لانها لا تنفعهم والحسرات اشد الندامه
وخطوات الشيطان سبيله ومسلكه
ما لا تعلمون اى حرمتم عليكم ما لم يحرم كالسائبه والبحيره
ومثل الذين كفروا اى مثلنا فى وعظهم كمثل الناعق وهو الراعي بما لا يسمع وهي البهائم
وانما خص لحم الخنزير لانه معظم المقصودوما اهل به اى رفع فيه الصوت بتسميت غير اللهغير باغ باكله فوق حاجته ولا عاد باكلها وهو يجد غيرها
الا النار معناه ان الذي ياكلونه يعذبون به فكانهم ياكلون النار
فما اصبرهم اى ما اجراهم
ذلك اشارة الى ما تقدم من الوعيد
قوله تعالى ليس البر اى ليس كل البر فى الصلاة وحدها والبر العمل المقرب الى الله تعالىولكن البر من امن اى بر من امنوابن السبيل المنقطع به يريد بلدا اخروفى الرقاب وهم المكاتبون يعانون فى كتابتهم وقيل بل عبيد يعتقون و البا ساء الفقر والضراء المرض وحين الباس القتالاولئك الذين صدقوا لانهم حققوا قولهم بفعلهم
كتب عليكم اى فرض القصاص وهو مقابلة الفعل بمثلهمن اخيه اى من دم اخيه فترك له القتل ورضي منه بالديهفاتباع بالمعروف اى مطالبه بالمعروف وهذا امر لاخذ الديهواداء اليه باحسان امر للمطالبذلك تخفيف من ربكم لان الحكم فى التوراة ان يقتل قاتل العمد من غير غفو ولا ديهفمن اعتدى قتل بعد اخذ الديه فله عذاب اليم
ولكم فى القصاص حياة لان الرجل اذا علم انه ان قتل قتل امسك
ان ترك خيرا اى مالا
فمن بدله يعنى امر الوصيه فالاثم عليه لا على الموصي
والجنف الميل ومعنى الكلام من حضرميتا فجار فى وصيته فليامره بالعدل وقيل معناه من اوصى بجورفردالولى الوصيه الى الحق فلا اثم عليهفاصلح بينهم اى بين الورثه الذين اوصى لهم ولم يجر لهم ذكر لكن دل عليه ذكر الموصى
قوله تعالى فعدة من ايام اخر فيه اضمار فافطروعلى الذين يطيقونه المعنى فلا يصومونهفمن تطوع خيرا فاطعم مسكينينوان تصوموا عائد الى الاصحاء المقيمين وكانوا مخيرين بين الصوم والفداء حتى نزل قوله فمن شهد منكم الشهر فليصمهانزل فيه القران الى السماء الدنيا جملة واحدهوالفرقان المخرج فى اللين من الشبههفمن شهد منكم الشهر اى كان حاضراولتكملوا العدة اى لاتزيدوا على ما فرض الله عليكم كما فعلت النصارى
فليستجيبو لى فليجيبونى
الرفث الجماعهن لباس لكم اى بمنزلة اللباستختانون انفسكم اى تخونونها بارتكاب ما حرم عليكمفالان باشروهن كنايه عن الجماع ولما كانت المباشرة قد تقع على ما دون الجماع اباحهم الجماع الذي يكون من مثله الولد بقولهوابتغوا ما كتب الله لكموالخيط الابيض النهار و الاسود الليل
قوله بالباطل اى بالظلموتدلوا بها اى تصانعوا ببعضها جورة الحكام واصله من ادليت اذا ارسلت الدلو لتملاها
قوله بان تاتوا البيوت من ظهورها لاجل الحرام
وثقفتموهم يعنى وجدتموهموالفتنه الشرك
الشهر الحرام اى قتال الشهر الحرام بالشهر الحرام اى ان استحلوا منكم شيئافى الشهر الحرام فاستحلوا منهم مثلهوالحرمات قصاص اى لا يجوز امر هذه الحرمات للمسلمين الا قصاصا ثم نسخ ذلك باية السيف
التهلكة الهلاك وهى ترك النفقه فى سبيل الله
من الهدى من الابل والبقر والغنم والمعنى فان احصرتم فحللتموالصيام ثلاثة ايام و الصدقة اطعام ستة مساكين والنسك ذبح شاةفاذا امنتم من العدو فمن تمتع بالعمرة اى بدا بها فى اشهر الحج واقام الحج من عامه ذلك فعليه ما استيسر من الهدىفمن لم يجد الهدي صام ثلاثة ايام فى اشهر الحج وسبعه اذا رجع من حجهتلك عشرة كامله فى قيامها مقام الهدي ذلك الجزاء بالنسك والصيام لمن لم يكن اهله اى إلى من لم يكن كم اهل الحرم
الحج اشهر اى اشهر الحج اشهر معلومات شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجهوفرض بمعنى نوى واحرموالرفث الجماع والفسوق السباب والجدال المراء
والفضل التجارهافضتم دفعتموالمشعر المعلم المتعبد من متعبداتهوالهاء فى قبله ترجع الى الهدى وكانت قريش تقف عشية عرفه بالمزدلفه فامروا بالوقوف بعرفة
والخلاق النصيب
وقوله نصيب مما كسبوا اى دعاؤ هم مستجاب
والايام المعدودات ايام التشريقوالذكر التكبير عقيب الصلوات المفروضاتفمن تعجل النفر في اليوم الثاني من ايام منى فلا اثم عليه ومن تاخر الى النفر الثاني وهو الثالث من ايام منى فلا اثم عليه لمن اتقى المعاصي
والعزة الحمية والمعنى حملته على الفعل بالاثم
ويشري ها هنا بمعنى يشتري
قوله تعالى ادخلوا في السلم أي في الاسلام
وينظرون بمعنى ينتظرون
قوله تعالى كان الناس امة واحدة حين ركبوا السفينة كانوا على الحقوالكتاب اسم جنسوالهاء في فيه كناية عن الدين وهاء اوتوه تعود على الكتاب و بغيا منصوب على معنى مفعول له أي لم يوقعوا الاختلاف الا للبغي
قوله ياتكم مثل الذين خلوا أي صفتهم
والشهر الحرام رجب اعلمهم ان تحريم القتال باق فيه ثم نسخ هذا بقوله فاقتلوا المشركين حيث وجتموهموصد عن سبيل الله مرفوع بالابتداء والمسجد مخفوض على النسق على سبيل الله واخراج اهله حين اضطروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الى الخروج أي هذه الاشياء اعظم من قتل كافروالفتنة الشرك
والميسر القمارومنافع الخمر ربحهم فيها وانتفاع ابدانهم ومنافع الميسر اصابة الرجل المال من غير تعبواثمهما بعد التحريم اكبر من نفعهما قبل التحريمقوله تعالى العفو أي الفضل
ومعنى اعنتكم احرجكم وضيق عليكم
قوله ولا تنكحوا المشركات عامة خص منها اهل الكتاب بقوله والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب
والمحيض الحيضولا تقربوهن يعني جماعهنفاتوهن يعني جماعهن من حيث امركم الله يعني من قبل الطهر لا من قبل الحيض
الحرث المزدرع كنى به عن الجماعوانى كيفوقدموا لانفسهم طاعة الله واتباع امره
قوله عرضة لايمانهم أي نصبا لها أي انكم تعترضونه في كل شيء فتحلفون به ان تبروا أي ان لا تبروا
واللغو لا والله بلى والله من غير قصد اليمين وكسب القلوب ما عقدت عليه
ويؤلون يحلفون ان يعتزلوا نساءهموفاءوا رجعوا الى الجماع
والقرء الحيضقوله تعالى ما خلق الله في ارحامهن يعني الحمل والحيضوقوله في ذلك أي في المعدة
قوله تعالى فبلغن اجلهن أي قاربن انقضاء العدةولا تمسكوهن ضرارا وذلك انهم كانوا يضارون المراة لتفتدي
قوله تعالى فبلغن اجلهن هذا يريد به انقضاء العدة بخلاف الاية التي قبلهاوتعضلوهن تحبسوهن
قوله تعالى وعلى المولود له يعني الاب رزقهن يعني المرضعاتلا تضار والدة بولدها أي لا تابى ان ترضعه ضرارا بابيه ولا الوالد فيمنع امه ان ترضعه فيحزنها بذلك ان ترضعه٩وعلى الوارث مثل ذلك أي وارث الولود مثل ذلك الاشارة الى اجرة الرضاع والنفعةوالفصال الفطاموالتشاور فيما دون الحولين ليس باحدهما ان يستبد بالفطام دون رضا الاخروان اردتم ان تسترضعوا اولادكم وذلك حيث لم ترضى الام بما يرضى به غيرهااذا سلمتم الى الظئر اجرها
قوله تعالى يتربص بانفسهن اربعة اشهر وعشرا هذا مطلق غير انه خاص في الحرائر وغير الحاملات والاجل انقضاء العدةفلا جناح عليكم الخطاب للاولياء فيما فعلن من التشوف الى النكاحوالتعريض للخطبة الاشارة بكلام يدل من غير تصريحاكنتم سترتمستذكروهن في النفوسوالسر النكاحوالقول المعروف التعريضولا تعزموا عقدة النكاح أي على عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله يعني انقضاء العدةتمسوهن يعني تنكحوهنوالفريضة الصداقوالمتعة واجبة للمطلقة قبل الدخول اذا لم يسم لها مهرا فان دخل بها فلا متعة لها ولها مهر المثل والمتعة على قدر يساره واعساره وقيل درع وخماروقوله تعالى الا ان يعفون يعني النساءوالذي بيده عقدة النكاح الزوج وعفوه تكميل الصداق
والقانت المطيع
قوله تعالى فاذا امنتم فاذكروا الله أي فصلوا كما كنتم تصلون امين
وصية لازواجهم أي ليوصوا وصيةمتاعا أي متعوهن الى الحول فلا تخرجوهنفان خرجن فلا تمتعوهن لانه لم يكن واجبا وهذه الاية منسوخة بقوله تعالى ليتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا
قوله تعالى الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم قيل انهم فروا من الطاعةن وقيل انهم امروا بالجهاد ففروا منه
قوله تعالى ان ياتيكم التابوت وكان العدو قد غلب عليهموالسكينة ريح هفافة لها وجه كوجه الانسان كذلك قال علي عليه السلام وقال مجاهد لها راس كراس الهر وجناحانوبقية مما ترك ال موسى وهي رضاض الالواح وعصى موسى ولفظة الال صلة في الكلام
وفصل يعني خرج
والحكمة الزبوروعلمه مما يشاء صنعة الدروعولولا دفع الله الناس يدفعبمن اطاعه عمن عصاه كما دفع عن المتخلفين عن طالوت بمن اطاعه لهلك العصاة بسرعة العقوبه
قوله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ظاهره يقتضي الاشاره الى جميع الخلق وقال مقاتل هم الملائكه والذي بين ايديهم الدنيا والذي خلفهم الاخرهقوله تعالى ولايؤوده اى يثقلهلا اكراه فى الدين قيل انها نسخت باية السيف وقيل بل هي مخصوصه فان اهل الكتاب لا يكرهون
والرشد الحق و الغي الباطلوالطاغوت الشيطان
والذي حاج ابراهيم فى ربه نمروذ ان اتاه الله اى لان اتاه الله الملك فاعجب بنفسهفبهت انقطعت حجته فتحير
او كالذي مر على قريه وهي خاويه وهو عزير مر على بيت المقدس وقد خرب فاستبعد اعادته عامرا لا على وجه الشكومعنى لم يتسنه لم يتغير بمر السنين عليه ونظر الى حماره وقد ابيضت عظامه وتفرقت اوصالها واعاده اللهوننشرها نحييها
قوله تعالى فصرهن اليك اى املهن اليك واجمعهن ثم اجعل فيه اضمار قطعهن ثم اجعل
قوله تعالى منا اى على الفقير ولا اذى بمواجهته بما يؤذيه
قول معروف اى جميل للفقير مثل ان يقول يوسع الله عليك ومغفرة اى ستر لخلة المسلم وفاقته
والصفوان الحجروالوابل اشد المطروالصلد الاملس
قوله تعالى وتثبيتا من انفسهم اى يرتادون محل الانفاقوالربوه ما انفعوالاكل الثمروالطل اضعف المطر والمعنى ان صاحبها لا يخيب
والاعصار الريح الشديده وهذا مثل المرائى فى النفقه ينقطع عنه نفعها احوج ما يكون اليه
قوله تعالى ولا تيممو ا الخبيث اى لا تقصدوا الرديءولستم باخذيه اى لو كان بعضكم يطلب من بعض حقا له فقضاه ذلك لم ياخذه الا ان يرى انه قد اغمض عن بعض حقه
والفحشاء البخل
والحكمه العلم والفقه
قوله تعالى فنعما هي اى فنعم الشيء هي
للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله لما حثهم على الصدقات دلهم على خير من تصدق عليه و الذين احصروا فقراء المهاجرينوالضرب فى الارض السير فى الارض للكسبيحسبهم الجاهل يخالهموالسيما العلامهوالالحاف الالحاح
وقوله تعالى لا يقومون فى يوم البعث من القبوروالمس الجنونقوله تعالى فله من سلف اى ما اكل من الربا وامره اللى الله تعالى ان شاء عصمه وان شاء لم يفعلومن عاد مستحلا للربا
والكفار الذي يكثر فعل ما يكفر به والاثيم المتمادي فى ارتكاب الاثم المصر عليه
قوله تعالى وذروا ما بقى من الربا لما حرم الربا طالب قوم بما بقي لهم منه فنهوا عن ذلك
فاذنوا أي ايقنوافلكم رؤوس اموالكم التي اقترضتموها
والعسرة الضيقوالنظره التاخير فامرهم بتا خير راس المال اذا كان المطالب معسرا واعلمهم ان التصدق عليه بذلك افضل
والسفيه الجاهل بالامور والجاهل بالاملاء والضعيف العاجز والاخرس ومن به حمق او الصغيرقوله تعالى من رجالكم يعني المسلمينان تضل احداهما يعني تنسىولا ياب الشهداء قال مجاهد اذا ما دعوا لاقامت الشهاده وادائها عند الحاكم وانما يتعين هذا على الشاهد اذا لم يوجد من يقيمهاغيره فان كا ن قد تحملها جماعة لم يتعين عليه وكذلك حال التحمل لانه فرض على الكفايه فلا يجوز للكل الامتناع منهولا تساموا أي تملوا ان تكتبوه القليل والكثير الذي قد جرت العاده بتاجيله ومعنى اقسط اعدل واقوم للشهاده لان الكتاب يذكر الشهود ما شهدوا عليه وادنى أي اقرب ان لا ترتابوا أي لا تشكوا الا ان تكون تجارة حاضرة يعني البيوع التي يستحق كل واحد منهما على صاحبه تسليم ما عقد عليه من جهيه بلا تاجيل فاباح ذالك ترك الكتاب فيها توسعه عليهمولا يضار كاتب بان يدعى وهو مشغول وقيل لا يضار كاتب بان يكتب غير ما املي عليه
والرهن جمع رهان والرهان جمع رهن فكانه جمع الجمعقوله فان اثم قلبه انما خص القلب لان الماثم تتعلق بعقد القلب وكتمان الشهاده عقد النيه لترك ادائها
وان تبدوا ما في انفسكم وذلك بالعمل والنطق او تخفوه قيل انه منسوخ بقوله تعالى لا يكلف الله نفساالا وسعها وقيل بل محكم
والمؤاخذة الى الله تعالى وقيل المراد به الشك واليقينوالاصر الثقل اى لا تثقل علينا من الفرض ما تثقله على بني اسرائيل
سورة البقرة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (البقرةِ) هي أطولُ سورةٍ في القرآنِ العظيم، وفيها أطولُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الدَّين)، وكذلك فيها أعظمُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ)، وإنما جاءت كذلك - لا سيَّما وهي ثاني سورةٍ في القرآن الكريم -؛ لأنها أبانت عن مقصدِ القرآن الأعظم، وفصَّلتْ في أحكامِ الدِّينِ وشرائعه ومعاملاته؛ فافتُتحت ببيانِ مقصدِ هذا الكتاب العظيم؛ وهو {هُدٗى لِّلْمُتَّقِينَ}؛ فهذا الكتابُ إنما نزَل للهداية والإرشاد. ثم أوضَحتِ السُّورةُ ردودَ أفعال الناس تُجاهَ هذا الكتاب، مقسِّمةً إياهم إلى (مؤمن، وكافر، ومنافق)، كما فصَّلتِ الكثيرَ من الشرائع المتعلقة بالصَّدَقات، والطلاق، والمعاملات. ولهذه السُّورةِ فضلٌ عظيم؛ فلا يستطيعها السَّحَرةُ والبَطَلة، كما قُدِّمَ حافظُها على غيره، وكانت تُعطَى له القيادةُ والرياسة؛ لعظيم شأنها، ولِما اشتملت عليه من أحكامٍ. وفيها قصةُ (بقرةِ بني إسرائيل) التي سُمِّيتِ السورة باسمها.

ترتيبها المصحفي
2
نوعها
مدنية
ألفاظها
6140
ترتيب نزولها
87
العد المدني الأول
285
العد المدني الأخير
285
العد البصري
287
العد الكوفي
286
العد الشامي
285

* قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٞ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اْلْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اْللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيْلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: 79]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: {فَوَيْلٞ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اْلْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ}، قال: «نزَلتْ في أهلِ الكتابِ». "خلق أفعال العباد" (ص 54).

* قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٞ مِّنْ عِندِ اْللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اْلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89]:

عن عاصمِ بن عُمَرَ بن قتادةَ، عن رجالٍ مِن قومِه، قالوا: «إنَّ ممَّا دعانا إلى الإسلامِ  مع رحمةِ اللهِ تعالى وهُدَاه لنا: لَمَا كنَّا نَسمَعُ مِن رجالِ يهُودَ، وكنَّا أهلَ شِرْكٍ أصحابَ أوثانٍ، وكانوا أهلَ كتابٍ، عندهم عِلْمٌ ليس لنا، وكانت لا تزالُ بيننا وبينهم شرورٌ، فإذا نِلْنا منهم بعضَ ما يَكرَهون، قالوا لنا: إنَّه قد تقارَبَ زمانُ نبيٍّ يُبعَثُ الآنَ، نقتُلُكم معه قَتْلَ عادٍ وإِرَمَ، فكنَّا كثيرًا ما نَسمَعُ ذلك منهم، فلمَّا بعَثَ اللهُ رسولَه ﷺ، أجَبْناه حين دعانا إلى اللهِ تعالى، وعرَفْنا ما كانوا يَتوعَّدوننا به، فبادَرْناهم إليه، فآمَنَّا به، وكفَروا به؛ ففينا وفيهم نزَلَ هؤلاء الآياتُ مِن البقرةِ: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٞ مِّنْ عِندِ اْللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اْلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعْنَةُ اْللَّهِ عَلَى اْلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 89]». سيرة ابن هشام (1/213).

* قوله تعالى: ﴿مَن ‌كَانَ ‌عَدُوّٗا ‌لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ اْللَّهَ عَدُوّٞ لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «أقبَلتْ يهُودُ إلى النبيِّ ﷺ، فقالوا: يا أبا القاسمِ، نسألُك عن أشياءَ، فإن أجَبْتَنا فيها اتَّبَعْناك، وصدَّقْناك، وآمَنَّا بك.

قال: فأخَذَ عليهم ما أخَذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذ قالوا: ﴿اْللَّهُ ‌عَلَىٰ ‌مَا نَقُولُ وَكِيلٞ﴾ [يوسف: 66].

قالوا: أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ ﷺ، قال: «تنامُ عيناه، ولا ينامُ قلبُه».

قالوا: أخبِرْنا كيف تُؤنِثُ المرأةُ، وكيف تُذكِرُ؟ قال: «يلتقي الماءانِ؛ فإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرَّجُلِ آنثَتْ، وإذا علا ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأةِ أذكَرتْ»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: فأخبِرْنا عن الرَّعْدِ؛ ما هو؟ قال: «مَلَكٌ مِن الملائكةِ موكَّلٌ بالسَّحابِ، معه مَخاريقُ مِن نارٍ، يسُوقُ بها السَّحابَ حيث شاء اللهُ»، قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسمَعُ؟ قال: «زَجْرُه بالسَّحابِ إذا زجَرَه، حتى ينتهيَ إلى حيث أُمِرَ»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: أخبِرْنا ما حرَّم إسرائيلُ على نفسِه؟ قال: «كان يسكُنُ البَدْوَ، فاشتكى عِرْقَ النَّسَا، فلم يَجِدْ شيئًا يلاوِمُه إلا لحومَ الإبلِ وألبانَها؛ فلذلك حرَّمها»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: أخبِرْنا مَن الذي يأتيك مِن الملائكةِ؛ فإنَّه ليس مِن نبيٍّ إلا يأتيه مَلَكٌ مِن الملائكةِ مِن عندِ ربِّهِ بالرسالةِ وبالوحيِ، فمَن صاحبُك؛ فإنَّما بَقِيَتْ هذه حتى نُتابِعَك؟ قال: «هو جِبْريلُ»، قالوا: ذلك الذي يَنزِلُ بالحربِ وبالقتلِ، ذاك عدوُّنا مِن الملائكةِ، لو قلتَ: ميكائيلُ، الذي يَنزِلُ بالقَطْرِ والرحمةِ؛ تابَعْناك.

فأنزَلَ اللهُ تعالى: ﴿ ‌مَن ‌كَانَ ‌عَدُوّٗا ‌لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ اْللَّهَ عَدُوّٞ لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98]». أخرجه أحمد (2514).

* قولُه تعالى: {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ اْلْحَقُّۖ فَاْعْفُواْ وَاْصْفَحُواْ} [البقرة: 109]:

جاء عن كعبِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ كعبَ بنَ الأشرَفِ اليهوديَّ كان شاعرًا، وكان يهجو النبيَّ ﷺ، ويُحرِّضُ عليه كفَّارَ قُرَيشٍ في شِعْرِه، وكان المشركون واليهودُ مِن المدينةِ حين قَدِمَها رسولُ اللهِ ﷺ يُؤذُون النبيَّ ﷺ وأصحابَه أشَدَّ الأذى، فأمَر اللهُ تعالى نبيَّهُ بالصَّبْرِ على ذلك، والعفوِ عنهم؛ وفيهم أُنزِلتْ: {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ} إلى قولِه: {فَاْعْفُواْ وَاْصْفَحُواْ} [البقرة: 109]». أخرجه أبو داود (رقم ٣٠٠٠).

* قولُه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ‌اْلْمَشْرِقُ ‌وَاْلْمَغْرِبُۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اْللَّهِۚ إِنَّ اْللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 115].

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو مُقبِلٌ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ على راحلتِهِ حيث كان وجهُهُ، قال: وفيه نزَلتْ: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اْللَّهِۚ﴾». أخرجه مسلم (700).

* قولُه تعالى: ﴿وَإِذْ ‌جَعَلْنَا ‌اْلْبَيْتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمْنٗا وَاْتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ وَإِسْمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَاْلْعَٰكِفِينَ وَاْلرُّكَّعِ اْلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].

سببُ نزولِها: ما جاء عن أنسٍ - رضي الله عنه -، قال: «قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ - رضي الله عنه -: وافَقْتُ ربِّي في ثلاثٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخَذْنا مِن مقامِ إبراهيمَ مُصلًّى؛ فنزَلتْ: ﴿ ‌وَاْتَّخِذُواْ ‌مِن ‌مَّقَامِ إِبْرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ ﴾ [البقرة: 125].

وآيةُ الحجابِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو أمَرْتَ نساءَك أن يَحتجِبْنَ؛ فإنَّه يُكلِّمُهنَّ البَرُّ والفاجرُ؛ فنزَلتْ آيةُ الحجابِ.

واجتمَعَ نساءُ النبيِّ ﷺ في الغَيْرةِ عليه، فقلتُ لهنَّ: ﴿ ‌عَسَىٰ ‌رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ ﴾؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ». أخرجه البخاري (٤٠٢).

* قوله تعالى: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ اْلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَاۚ} [البقرة: 142]:
عن البراءِ رضي الله عنه، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي نحوَ بيتِ المقدسِ، ويُكثِرُ النظرَ إلى السماءِ ينتظِرُ أمرَ اللهِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي اْلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةٗ تَرْضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِۚ} [البقرة: 144]،  فقال رجالٌ مِن المسلمين: وَدِدْنا لو عَلِمْنا عِلْمَ مَن مات قبل أن نُصرَفَ إلى القِبْلةِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ} [البقرة: 143]، وقال السُّفهاءُ مِن الناسِ: ما ولَّاهم عن قِبْلتِهم التي كانوا عليها؟ فأنزَلَ اللهُ: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ} [البقرة: 142] إلى آخرِ الآيةِ. "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص 25، 26).

* قولُه تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ ﴾ [البقرة: 143].

ممَّا صحَّ: ما جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: «لمَّا وُجِّهَ النبيُّ ﷺ إلى الكعبةِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كيف بإخوانِنا الذين ماتوا وهم يُصَلُّون إلى بيتِ المقدسِ؟ فأنزَلَ اللهُ: ﴿وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ﴾ [البقرة: 143]». أخرجه أبو داود (٤٦٨٠)، والترمذي (٢٩٦٤).

* قولُه تعالى: ﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِي اْلدِّينِۖ ﴾ [البقرة: 256].

جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنَّه قال: «كانت المرأةُ مِن الأنصارِ تكونُ مِقْلاةً، لا يكادُ يعيشُ لها ولَدٌ، فتَجعَلُ على نفسِها إن عاش لها ولَدٌ أن تُهوِّدَهُ، فلمَّا أُجلِيَتْ بنو النَّضيرِ، كان فيهم مِن أبناءِ الأنصارِ، فقالوا: لا ندَعُ أبناءَنا؛ فأنزَلَ اللهُ: ﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِي اْلدِّينِۖ ﴾ [البقرة: 256]». أخرجه أبو داود (٢٦٨٢).

* قولُه تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اْللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اْكْتَسَبَتْۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَاۚ ﴾ [البقرة: 286].

سببُ نزولِ هذه الآيةِ: ما جاء عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه -، قال: «لمَّا نزَلتْ على رسولِ اللهِ ﷺ: ﴿ لِّلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۗ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اْللَّهُۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَاْللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، قال: فاشتَدَّ ذلك على أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، فأتَوْا رسولَ اللهِ ﷺ، ثم برَكُوا على الرُّكَبِ، فقالوا: أيْ رسولَ اللهِ، كُلِّفْنا مِن الأعمالِ ما نُطِيقُ؛ الصَّلاةَ، والصِّيامَ، والجهادَ، والصَّدقةَ، وقد أُنزِلتْ عليك هذه الآيةُ ولا نُطِيقُها، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أتُريدون أن تقولوا كما قال أهلُ الكتابَينِ مِن قَبْلِكم: سَمِعْنا وعصَيْنا؟! بل قُولوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ»، قالوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ، فلمَّا اقترَأَها القومُ، ذَلَّتْ بها ألسنتُهم؛ فأنزَلَ اللهُ في إثرِها: ﴿ ءَامَنَ اْلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَاْلْمُؤْمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِاْللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ اْلْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، فلمَّا فعَلوا ذلك، نسَخَها اللهُ تعالى؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اْللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اْكْتَسَبَتْۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرٗا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى اْلَّذِينَ مِن قَبْلِنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ}، قال: نَعم. {وَاْعْفُ عَنَّا وَاْغْفِرْ لَنَا وَاْرْحَمْنَآۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَاْنصُرْنَا عَلَى اْلْقَوْمِ اْلْكَٰفِرِينَ}، قال: نَعم». صحيح مسلم (125).

* ثبَت لسورة (البقرة) اسمٌ آخَرُ؛ وهو (الزَّهراء):

لِما جاء في حديث أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: «اقرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عمرانَ». أخرجه مسلم (804).

«والزَّهْراوانِ: أي: المُنِيرتانِ المُضيئتان، واحدتُها: زَهْراءُ». "لسان العرب" (4 /332).

وقد عَدَّ بعضُ العلماء أنَّ ذِكْرَ (الزَّهْراوَينِ) في هذا الحديثِ هو مِن باب الوصف، لا التسمية. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (3 /143)، "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /20).

* أمَرنا النبيُّ ﷺ أن نقرأَها في بيوتِنا؛ فإنَّ الشيطانَ يَنفِرُ منها:

كما جاء عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «لا تَجعَلوا بيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ يَنفِرُ مِن البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ». أخرجه مسلم (780).

* هي السُّورة التي لا يستطيعها البَطَلةُ:

فعن بُرَيدةَ بن الحُصَيب الأَسْلمي رضي الله عنه، قال: كنتُ جالسًا عند النبيِّ ﷺ، فسَمِعْتُه يقول: «تَعلَّموا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه أحمد (٢٢٩٥٠).

* آخِرُ آيتَينِ منها تكفيانِ قارئَهما:

فعن عبدِ الرحمنِ بن يَزيدَ، قال: لَقِيتُ أبا مسعودٍ رضي الله عنه عند البيتِ، فقلتُ: حديثٌ بلَغني عنك في الآيتَينِ في سورةِ (البقرة)، فقال: نعم، قال رسولُ الله ﷺ: «الآيتانِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأهما في ليلةٍ كَفَتَاهُ». أخرجه مسلم (807).

* سورة (البقرة) تُحاجُّ عن صاحبها يومَ القيامة:

فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «اقرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه؛ اقرَؤوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما غَيَايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقانِ مِن طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه مسلم (804).

* لحافِظِها فضلٌ خاصٌّ وشأن عظيم:

فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: «كان الرَّجُلُ إذا قرأ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، جَدَّ فينا - يعني: عظُمَ -»، وفي روايةٍ: «يُعَدُّ فينا عظيمًا»، وفي أخرى: «عُدَّ فينا ذا شأنٍ». أخرجه أحمد (3/120) (12236).

وعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: بعَث رسولُ اللهِ ﷺ بَعْثًا، وهم ذو عَدَدٍ، فاستقرَأهم، فاستقرَأ كلَّ رجُلٍ منهم ما معه مِن القرآنِ، فأتى على رجُلٍ منهم - مِن أحدَثِهم سنًّا -، فقال: «ما معك يا فلانُ؟!»، قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: «أمعك سورةُ البقرةِ؟!»، فقال: نعم، قال: «فاذهَبْ؛ فأنت أميرُهم»، فقال رجُلٌ مِن أشرافِهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما منَعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ إلا خشيةُ ألَّا أقُومَ بها! فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تعلَّموا القرآنَ، واقرَؤوه؛ فإنَّ مثَلَ القرآنِ لِمَن تعلَّمَه، فقرَأه وقام به: كمثَلِ جرابٍ محشوٍّ مِسْكًا، يفُوحُ رِيحُه في كلِّ مكانٍ، ومثَلَ مَن تعلَّمَه، فيرقُدُ وهو في جوفِه: كمثَلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسْكٍ». أخرجه الترمذي (٢٨٧٦).

* لها نزَلتِ الملائكةُ مستمِعةً:

فعن أُسَيدِ بن حُضَيرٍ رضي الله عنه، قال: يا رسولَ اللهِ، بينما أنا أقرأُ الليلةَ سورةَ البقرةِ، إذ سَمِعْتُ وَجْبةً مِن خَلْفي، فظنَنْتُ أنَّ فَرَسي انطلَقَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فالتفَتُّ فإذا مِثْلُ المِصباحِ مُدَلًّى بين السماءِ والأرضِ، ورسولُ اللهِ ﷺ يقولُ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فقال: يا رسولَ اللهِ، فما استطعتُ أن أمضيَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تلك الملائكةُ؛ نزَلتْ لقراءةِ سورةِ البقرةِ، أمَا إنَّك لو مضَيْتَ، لرأيْتَ العجائبَ». أخرجه ابن حبان (779).

* فيها أعظَمُ آيةٍ في كتابِ الله؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ):

عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قلتُ: {اْللَّهُ ‌لَآ ‌إِلَٰهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ ‌اْلْحَيُّ ‌اْلْقَيُّومُۚ}، قال: فضرَب في صدري، وقال: «واللهِ، لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنذِرِ». أخرجه مسلم (٨١٠).

* لعلَّ رسولَ الله ﷺ قرَأها في صلاةِ الكسوف:

فقد جاء عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «لمَّا كسَفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ، توضَّأَ، وأمَرَ فنُودي: إنَّ الصَّلاةَ جامعةٌ، فقام، فأطال القيامَ في صلاتِهِ، قالت: فأحسَبُه قرَأَ سورةَ البقرةِ، ثم ركَعَ، فأطال الرُّكوعَ، ثم قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ثم قام مِثْلَ ما قام، ولم يسجُدْ، ثم ركَعَ، فسجَدَ، ثم قام، فصنَعَ مِثْلَ ما صنَعَ، ثم ركَعَ ركعتَينِ في سَجْدةٍ، ثم جلَسَ، وجُلِّيَ عن الشمسِ». أخرجه البخاري (١٠٤٦).

* وكذا كان يَقرَؤُها ﷺ في قيامِهِ بالليل:

فعن حُذَيفةَ بن اليمانِ رضي الله عنهما، قال: «صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فاستفتَحَ بسورةِ البقرةِ، فقرَأَ بمائةِ آيةٍ لم يَركَعْ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها في الرَّكعتَينِ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها ثمَّ يَركَعُ، فمضى حتى قرَأَ سورةَ النِّساءِ، ثم قرَأَ سورةَ آلِ عِمْرانَ، ثم ركَعَ نحوًا مِن قيامِهِ، يقولُ في ركوعِهِ: سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، ثم رفَعَ رأسَهُ، فقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمدُ، وأطال القيامَ، ثم سجَدَ، فأطال السُّجودَ، يقولُ في سجودِهِ: سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، لا يمُرُّ بآيةِ تخويفٍ أو تعظيمٍ للهِ عزَّ وجلَّ إلا ذكَرَهُ». أخرجه النسائي (١١٣٢). وقد ورَد نحوُ هذا الحديث عن عوفِ بن مالك الأشجَعيِّ. انظر: النسائي (١١٣١).

حوَتْ سورةُ (البقرةِ) كثيرًا من الموضوعات المتنوِّعة، وقد جاءت على هذا الترتيبِ:

هداية القرآن وخلافة الإنسان (١-٣٩).

هداية القرآن وموقف الناس منها (١-٢٠).

أمر الناس باتِّباع المنهج، ونموذج الاستخلاف الأول (٢١- ٣٩).

بنو إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٠-١٦٢).

تذكير وعتاب (٤٠-٤٨).

ثم ذِكر أحوال بني إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٩-٧٤).

وبعد ذلك ذِكر مواقفِ اليهود المعاصرين للنبيِّ عليه السلام (٧٥-١٢٣).

دعوة إبراهيم وتبرئتها من انتساب اليهود والنصارى إليها (١٢٤-١٤١).

انتقال القِبْلة والإمامة في الدِّين لأمَّة محمد عليه السلام (١٤٢-١٦٢).

مقوِّمات استحقاقِ أمَّة الإسلام للخلافة (١٦٣-٢٨٣).

الشرائع التفصيلية للدِّين الإسلامي (١٦٣-١٧٧).

تفصيل بعض أمور البِرِّ (١٧٨-٢٠٣).

نماذجُ بشرية ومواعظُ إلهية (٢٠٤-٢٢٠).

تفصيل أحكام الأُسرة (٢٢١-٢٤٢).

قِصص الإحياء والإماتة (٢٤٣-٢٦٠).

الإنفاق؛ آدابه والمستحِقون له (٢٦١-٢٧٤).

حفظ الأموال عن الحرام والإضاعة (٢٧٥-٢٨٣).

دعاءٌ وإجابة (٢٨٤-٢٨٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسُوَر القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /19).

جاءت هذه السُّورةُ الكريمة ببيانِ منهج خلافة الله في الأرض بين مَن أضاعوه ومَن أقاموه، وسُمُوِّ هذا الدِّين على ما سبَقه، وعُلُوِّ هَدْيِه، وأصولِ تطهيره النفوسَ بعد تبيينِ شرائعِ هذا الدِّين لأتباعه، وإصلاحِ مجتمَعِهم بعد إقامة الدليل على أنَّ الكتابَ هدًى؛ ليُتَّبعَ في كلِّ حال. وأعظَمُ ما يَهدِي إليه: الإيمانُ بالغيب؛ ومَجمَعُه: الإيمان بالآخرة، ومدارُه: الإيمان بالبعث، الذي أعرَبتْ عنه قصةُ (البقرة)، التي مدارها: الإيمانُ بالغيب؛ فلذلك سُمِّيتْ بها السورةُ. ينظر: "مصاعد النظر" للبقاعي (2 /10)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (1 /203).