الوقفات التدبرية

قوله تعالى : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ...

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
[سورة هود : 40]
قوله تعالى : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود: 40]. قال عن السفينة : واحمل فيها و فعدى الفعل ب( في)، لكنه عداه ب (على) في سورة المؤمنون) وفي سورة (غافر)، حيث قال : وعليها وعلى الفلك تحملون ، والأصل في الفعل (حمل) أن يعدی ب (على)، أما قوله : واحمل فيها و فلأن المقصود سفينة نوح عليه السلام، وقد كانت مطبقة مغطاة ، فناسبت التعدية ب(في) الدالة على الظرفية ، أما في آية (المؤمنون) فالمقصود كل سفينة، والمحمولون هم الناس الذين يكونون عادة في أعلاها ، فناسبت التعديه ب(على). وقيل : إنه قد غلب غير الآدميين في الحديث عن سفينة نوح عليه السلام؛ لأنهم أكثر من الآدميين، وكانت السفينة ثلاث طبقات ، فكانت الحيوانات والحشرات والطيور في الطبقة السفلي من السفينة ، أي في داخلها، وكانت الوسطى للطعام، أما الآدميون ففي أعلاها، كذا ذكر أبو حبان رحمه الله)، فغبت (في) الداله على الظرفية على (على) الدالة على الاستعلاء . والله أعلم.
decoration
وقفات تدبرية مشابهة
decoration