قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[سورة آل عمران : 26]
قوله تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ) ال عمران ( 26) .
ان الاصل في الاسماء اذا ذكرت ابتداء ان تكون ظاهرة ، فإذا ذكرت بعد أضمرت استغناء بالاسم الظاهر المتقدم ، فتكرار الكلمة إطناب ، والايجاز يدعو الى ضد ذلك ، والاظهار يحسن في موضعه ، كما هو الاضمار في موضعه .
ولكن الاظهار في موضع الاضمار أتى في القران الكريم كثيرا محققا فوائد عظيمة وصلت به الى قمة البلاغة ، وتسنمت به ذرى الفصاحة وسنامها، ومن هذا الباب تلم الآيةالتي بين ايدينا ، فتأملوا تكريره كلمة ( الْمُلْكَ)
حين قال ( تُؤْتِي الْمُلْكَ) لأنه لو قال ( تؤتيه ) لعاد الضمير الى ( الْمُلْكَ)
في قوله ( مَالِكَ الْمُلْكِ) وهو ملك الله ، قال ابن الخشاب ، ولأوهم ذلك أن الله تعالى يعطى ملكه كله من يشاء ، وهذا غير صحيح ، وغير مراد ، بل المراد أن الله
يعطى شيئا قليلا من ملكه لبعض البشر ، لا ينقص ذلك مهما كثر من ملكه – تعالى -شيء ، اما تكرار كلمة الملك مرة ثالثة في قوله ( وَتَنزِعُ الْمُلْكَ) فلتعدد المالكين . والله أعلم .
وقفات تدبرية مشابهة