الفتاوى

فَصْــل في أن ما جاء به الرسول هو من علم الله‏

السؤال

فَصْــل في أن ما جاء به الرسول هو من علم الله‏

الإجابة


وذلك أن ما جاء به الرسول هو من علم الله‏.‏

فما أخبر به عن الله، فالله أخبر به، وهو سبحانه يخبر بعلمه يمتنع أن يخبر بنقيض علمه وما أمر به فهو من حكم الله‏.

‏‏ والله عليم حكيم‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفي بِاللّهِ شَهِيدًا}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 166‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ‏} ‏[‏هود‏:‏ 13- 14‏]‏‏.

‏‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ‏}‏، قال الزجاج‏:‏ أنزله وفيه علمه‏.‏

وقال أبو سليمان الدمشقى‏:‏ أنزله من علمه‏.

‏‏ وهكذا ذكر غيرهما‏.‏

وهذا المعنى مأثور عن السلف، كما روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن السائب قال‏:‏ أقرأنى أبو عبد الرحمن القرآن‏.

‏‏ وكان إذا أقرأ أحدنا القرآن قال‏:‏ قد أخذت علم الله، فليس أحد اليوم أفضل منك إلا بعمل، ثم يقرأ‏:‏ ‏{‏‏أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفي بِاللّهِ شَهِيدًا}‏‏ وكذلك قالوا في قوله تعالى ‏{‏‏فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ}‏‏ ، قالوا‏:‏ أنزله وفيه علمه‏.

‏‏ قلت‏:‏ الباء قد تكون للمصاحبة، كما تقول‏:‏ جاء بأسياده وأولاده‏.

‏‏ فقد أنزله متضمنًا لعلمه، مستصحبًا لعلمه‏.

‏‏ فما فيه من الخبر هو خبر بعلم الله‏.

‏‏ وما فيه من الأمر فهو أمر بعلم الله، بخلاف الكلام المنزل من عند غير الله‏.

‏‏ فإن ذلك قد يكون كذبا وظلمًا كقرآن مسيلمة، وقد يكون صدقا لكن إنما فيه علم المخلوق الذي قاله فقط، لم يدل على علم الله تعالى إلا من جهة اللزوم‏.

‏‏ وهو أن الحق يعلمه الله‏.

‏‏ وأما القرآن فهو متضمن لعلم الله ابتداء‏.‏

فإنما أنزل بعلمه لا بعلم غيره، ولا هو كلام بلا علم‏.

‏‏ وإذا كان قد أنزل بعلمه فهو يقتضي أنه حق من الله، ويقتضي أن الرسول، رسول من الله الذي بين فيه علمه‏.‏

قال الزجاج‏:‏ ‏[‏الشاهد‏]‏ المبين لما شهد به، والله يبين ذلك ويعلم مع ذلك أنه حق‏.

‏‏ قلت‏:‏ قـولـه‏:‏ ‏{‏‏لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ‏}،، شهادتـه هـو بيانـه وإظهاره دلالتـه وإخبـاره‏.‏

فالآيـات البينات التي بين بها صـدق الرسول تدل عليه ومنها القرآن هو شهادة بالقول‏.

‏‏ وهو في نفسه آية ومعجزة تدل على الصدق كما تدل سائر الآيات، والآيات كلها شهادة من الله، كشهادة بالقول، وقد تكون أبلغ‏.

‏‏ ولهذا ذكر هذا في سورة هود لما تحداهم بالإتيان بالمثل فقال‏:‏ ‏{‏‏فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}‏‏ ‏[‏هود‏:‏ 13-4‏]‏‏.

‏‏ فإن عجز أولئك عن المعارضة، دل على عجز غيرهم بطريق الأولي، وتبين أن جميع الخلق عاجزون عن معارضته، وأنه آية بينة تدل على الرسالة وعلى التوحيد‏.

‏‏ وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏166‏]‏‏.

‏‏ بعد قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏135-136 ‏]‏، وقد ذكروا أن من الكفار من قال‏:‏ لا نشهد لمحمد بالرسالة، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَّ}‏‏.

‏‏ وأحسن من هذا أنه لما قال‏:‏ ‏{‏‏لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}‏‏، نفي حجة الخلق على الخالق فقال‏:‏ لكن حجة الله على الخلق قائمة بشهادته بالرسالة، فإنه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه فما للخلق على الله حجة، بل له الحجة البالغة‏.‏

وهو الذي هدي عباده بما أنزله‏.

‏‏ وعلى ما تقدم فقوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ‏}‏، أي‏:‏ فيه علمه بما كان وسيكون وما أخبر به، وهو أيضًا مما يدل على أنه حق‏.

‏‏ فإنه إذا أخبر بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله، دل على أن الله أخبره به،كقوله‏:‏ ‏{‏‏عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ}‏ الآية ‏[‏الجن‏:‏ 26 -27‏]‏ وقد قيل‏:‏ أنزله وهو عالم به وبك‏.

‏‏ قال ابن جرير الطبري في آية النساء‏:‏ أنزله إليك بعلم منه أنك خيرته من خلقه‏.‏

وذكر الزجاج في آية هود قولين‏.‏

أحدهما‏:‏ أنزله وهو عالم بإنزاله، وعالم أنه حق من عنده‏.

‏‏ والثاني‏:‏ أنه أنزله بما أخبر فيه من الغيوب، ودل على ما سيكون وما سلف‏.‏

قلت‏:‏ هذا الوجه هو الذي تقدم‏.

‏‏ وأما الأول فهو من جنس قول ابن جرير‏.‏ فإنه عالم به وبمن أنزل إليه وعالم بأنه حق، وأن الذي أنزل عليه أهل لما اصطفاه الله له‏.

‏‏ ويكون هذا كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}‏‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 32‏]‏، وقول من قال‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏78‏]‏، أي‏:‏ على علم من الله باستحقاقي‏.

‏‏ قلت‏:‏ وهذا الوجه يدخل في معنى الأول فإنه إذا نزل الكلام بعلم الرب، تضمن أن كل ما فيه فهو من علمه، وفيه الإخبار بحاله وحال الرسول‏.

‏‏ وهذا الوجه هو الصواب‏.

‏‏ وعليه الأكثرون، ومنهم من لم يذكر غيره‏.

‏‏ والأول وإن كان معناه صحيحًا فهو جزء من هذا الوجه‏.

‏ وأما كون الثاني هو المراد بالآية فغلط؛ لأن كون الرب سبحانه يعلم الشيء لا يدل على أنه محمود ولا مذموم‏.

‏‏ وهو سبحانه بكل شيء عليم‏.‏

فلا يقول أحد‏:‏ إنه أنزله وهو لا يعلمه‏.

‏‏ لكن قد يظن أنه أنزل بغير علمه، أي‏:‏ وليس فيه علمه، وأنه من تنزيل الشيطان، كما قـال تعالى‏:‏ ‏{‏‏هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}‏‏ ‏[‏الشعراء‏:‏221-222‏]‏‏.

‏‏ والشياطين، هو يرسلهم وينزلهم، لكن الكلام الذي يأتون به ليس منزلا منه ولا هو منزل بعلم الله، بل منزل بما تقوله الشياطين من كذب وغيره‏.‏

ولهذا هو سبحانه إذا ذكر نزول القرآن، قيده بأن نزوله منه، كقوله‏:‏ ‏{‏‏تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهٌِ}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏1‏]‏، ‏{‏‏وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 114‏]‏، ‏{‏‏قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ‏} ‏[‏النحل‏:‏ 102‏]‏ وهذا مما استدل به الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة على أن القرآن كلام الله، ليس بمخلوق خَلَقَه في محل غيره، فإنه كان يكون منزلا من ذلك المحل لا من الله‏.‏

وقال‏:‏ إنه نزل بعلم الله، وإنه من علم الله، وعلم الله غير مخلوق‏.‏

وقال أحمد‏:‏ كلام الله من الله ليس شيئان منه‏.‏

ولهذا قال السلف‏:‏ القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود‏.‏

فقالوا‏:‏ منه بدأ لم يبدأ من غيره، كما تقوله الجهمية‏.‏

يقولون‏:‏ بدأ من المحل الذي خلق فيه‏.

‏‏ وهذا مبسوط في مواضع‏.‏

والمقصود أنه إذا كان فيه علمه فهو حق، والكلام الذي يعارضه به خلاف علم الله فهو باطـل، كالشرك الـذي قـال الله تعالى فيه‏{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏ 18‏]‏‏.

‏‏

_______________

<مجموع فتاوى ابن تيمية - 16 - المجلد السادس عشر (التفسير)

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • هل معرفة التَّفسير الرَّاجح، وسبب نزول الآيات واجبة عينًا على كلِّ مسلم؟.
  • ما صحة هذا الحديث: "أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن عفان، قال: أخبرنا أبو يحيى الحماني، عن صالح بن موسى القرشي، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ"، والأخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره قال: عن ابن أبي حاتم، قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرًا" قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة. فرواية الواحدي في سندها أكثر من راو ضعيف، يكفي في فساد الاستدلال بها أن نثبت ضعف بعض هؤلاء، ففي سندها أبو يحيى الحماني، وهو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وقد رمي بالإرجاء والخطأ، وقال النسائي: (ليس بالقوي)، وقال ابن سعد، وأحمد: (كان ضعيفا) ، وقال العجلي: (كوفي ضعيف الحديث). وفي سندها: صالح بن موسى القرشي، وهو الطلحي، قال فيه ابن معين: (ليس بشيء)، وقال الأصفهاني: (يروي المناكير عن عبد الملك بن عمير، وغيره، متروك)، وقال البخاري في ضعفائه: (منكر الحديث)، وقال النسائي: (متروك الحديث)، وقال الذهبي: (واه)، وقال العسقلاني: (متروك). وفي سندها خصيف، وخصيف هذا الذي يروي عن سعيد بن جبير هو: خصيف بن عبد الرحمن الجزري، مولى عثمان بن عفان، وقيل: معاوية بن أبي سفيان، قال عنه أحمد بن حنبل: (ليس بحجة، ولا قوي في الحديث)، وقال أيضًا: (ضعيف الحديث)، وقال أبو حاتم: (صالح يخلط، وتكلم في سوء حفظه)، وقال العسقلاني: (صدوق، سيئ الحفظ، خلط بآخره، ورمي بالإرجاء)، وقال الذهبي: (صدوق، سيئ الحفظ، ضعفه أحمد). وأما رواية ابن كثير فساقطة سندًا أيضًا، ففي سندها: الحسين ابن واقد، وهو من المدلسين، وصفه بالتدليس الدارقطني، وأبو يعلى الخليلي، وقال عنه ابن حبان: (كان على قضاء مرو، وكان من خيار الناس، وربما أخطأ في الروايات)، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: (ما أنكر حديث الحسين بن واقد عن أبي المنيب، وقال العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه، وقال الأثرم: قال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي، ونفض يده). وفيها: عكرمة البربري، مولى عبد الله بن عباس، وهو ممن اشتهر كذبه على مولاه ابن عباس، فهذا سعيد بن المسيب يقول لغلامه.
  • ما مدي صحة هذه الرواية: إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، ووعدوه بالإيمان إن فعل وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا... فانشق القمر نصف على جبل الصفا، ونصف على جبل قيقعان المقابل له حتى رأوا حراء بينهما، فقالوا: سحرنا محمد، ثم قالو: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل: اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي، فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح، وإلا فقد سحر محمد أعيننا، فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر، فقال أبو جهل والمشركون: هذا سحر مستمر أي دائم، فأنزل الله تعالى في محكم كتابه: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ.
  • لماذا تأخر نزول آيات الحجاب، ولم تنزل مع أول نزول للقرآن؟ ألا يدل هذا على أن الحجاب أمر هامشي، فرعي، لا ينبغي الحديث عنه؟!
  • يقول البعض إن آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ـ الظالمون ـ الفاسقون) نزلت في اليهود والنصارى فقط ولم تكن لنا، فكيف الرد عليهم؟
  • تقول بعض الروايات الصحيحة إن أبا قحافة والد أبي بكر الصديق ـ رضي اللَّه عنه ـ قد أسلم عام الفتح، في القصة الشهيرة التي أمره فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب الذي على رأسه، في حين أننا نجد في سورة الأحقاف أن الآية: ووصينا الإنسان بوالديه حسناً حملته أمه كرها ووضعته كرها ـ قد نزلت في أبي بكر الصديق حين أسلم والداه، فهل نزلت هذه الآية بعد الفتح؟ أم أنها مكية؟ وإذا كانت مكية فكيف نجمع بين القولين؟. أفيدونا مشكورين.
  • عندي استشارة في موضوع مهم بالنسبة لي وأتمنى الإفادة. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ رَسُولًا أَنْكَرَتْ عَلَيْهِ الْكُفَّارُ، وَقَالُوا: اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ رَسُولُهُ بَشَرًا مِثْلَ مُحَمَّدٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، فما هي الآية وفي أي سورة نزلت؟. والله يطرح فيكم البركة.
  • سؤالي عن قوله تعالى (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن...) أجمع معظم مفسري القرآن على أن معنى اللائي لم يحضن المقصود بها الصغيرة التي لم تحض بعد، وأنا أريد من فضيلتكم الرأي فيمن يقول إنها البالغة الناضجة لكن لا تحيض وذلك للأسباب الآتية: 1ـ لا حاجة لصغيرة لم تبلغ للنكاح ولم تبلغ أبدا الاستعداد النفسي والجسماني لذلك، وذلك ملحق بها الضرر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) والذي يقول إن الصغيرة قد تطيق النكاح قبل البلوغ فهو متكلف. كما أن الطب يقول بأن أول دورات التبويض لدى المرأة لا تصلح للتخصيب، فحتى من بلغت لا نستطيع أن نزوجها إلا بعد مرور فترة لتصبح صالحة للإنجاب، وهو أهم أسباب النكاح. 2ـ لم يبن الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة إلا في التاسعة وقد تم العقد في السابعة فإذًا الانتظار كان للبلوغ والإجماع على ذلك. 3ـ لا يوجد في التاريخ الإسلامي ـ حسب علمي ـ حالة تزوج بطفلة لم تبلغ من قبل صحابي أو تابعي أو عالم جليل. 4ـ قال تعالى في الآية من نسائكم أي المرأة البالغة الناضجة واللائي لم يحضن معطوف عليه. 5ـ الاستناد لقوله تعالى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم). 6ـ كثير من المشايخ طالب بتقنين القوانين لتحديد سن الزواج وقد صار واقعنا يستدعي ذلك وبالفعل تم. 7ـ قوله تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب...) لم يعد يصح بعد أن تقدم الطب أن نأخذها على رأي المفسرين القدامى، وإنما أصبحت إعجازا وتفسيرا معتبرا به لدى المشايخ في أن الأصل في تطور الخصيتين وملحقاتها كان بين الصلب والترائب وأن الإمداد الدموي وغيره لا زال من هنالك كما يقول علم الأجنة، وبذلك أعرضنا عن أقوال معظم التفسير فلماذا لا نقوم بذلك في هذه الآية؟. 8ـ أعلم أن هناك من العلماء من كان لهم نظرة في هذه الآية يهيئ للمعنى المرجو مثل تعليق الإمام ابن عثيمين على الامام البخاري في هذه المسألة، ومن التفاسير اقتبس لحضراتكم: الْخَامِسَة: وَأَمَّا مَنْ تَأَخَّرَ حَيْضهَا لِمَرَضٍ فَقَالَ مَالِك وَابْن الْقَاسِم وَعَبْد اللَّه بْن أَصْبَغ: تَعْتَدّ تِسْعَة أَشْهُر ثُمَّ ثَلَاثَة، وَقَالَ أَشْهَب: هِيَ كَالْمُرْضِعِ بَعْد الْفِطَام بِالْحَيْضِ أَوْ بِالسَّنَةِ، وَقَدْ طَلَّقَ حِبَّان بْن مُنْقِذ اِمْرَأَته وَهِيَ تُرْضِع، فَمَكَثَتْ سَنَة لَا تَحِيض لِأَجْلِ الرَّضَاع. السَّادِسَة: وَلَوْ تَأَخَّرَ الْحَيْض لِغَيْرِ مَرَض وَلَا رَضَاع فَإِنَّهَا تَنْتَظِر سَنَة لَا حَيْض فِيهَا, تِسْعَة أَشْهُر ثُمَّ ثَلَاثَة عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. 9ـ اجتهادات المفسرين في هذه الآية مجرد اجتهادات بشرية تصيب و تخطئ وهي تتأثر بالظروف والأحوال وموافقة المعاصرين له هي موافقة متأثرة بهم. 10ـ إذا كان الزواج لقضاء الشهوة والغريزة فكان من باب أولى أن يكون بمن أصبح معدا لهذا وصار في حاجة له. 11ـ من إعجاز الآية شمولها لجميع أحوال النساء فهناك فئة لم تحض في حياتها لتيأس من الحيض. أرجو تقبل سؤالي وإن أخطأت، والإجابة بما يناسب ظروف العصر وأحواله، وأنا متأكد من علم حضراتكم وحرصكم على الإفادة في دين الله.
  • هل يجوز استخدام الآية في غير موضعها الذي ذُكرت له، أي أن الله -سبحانه وتعالى- يقصد بها طائفة معينة -مثلا- أو شخصا معينا, فهل يجوز لي استخدامها في غير هذا الموضع، كأن أذكر آية: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما. يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا) فهنا يسهل الله للمسلمين -كما وضحت ما سبقتهما من الآيات- بالزواج خشية الوقوع في الزنا، فهل هناك حرج لذكرهما (هاتين الآيتين) أو غيرهما من آيات القرآن في آمر آخر موازٍ, أو موضع عام بعيد عن مقتضى ما قصدته الآية التي سأذكرها؟ وهذا طبعا عند شرح مسألة, أو نصح, أو إفادة غيري بالعلم الذي رزقني الله إياه. أرجو أن أكون استطعت إيصال الفكرة، وتستطيعوا إفادتي.
  • أريد ذكر أقوال الأئمة العظماء وعلى رأسهم الأئمة الأربعة في تفسير قول الله: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ ومتى نزلت؟ وما قصة نزولها؟.
  • ورد في سبب نزول آية: (وإذا ‏رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) قصة أهل دحية -رضي الله ‏عن الجميع- واستقبالهم له بالدف.‏ ‏ فهل هذا قبل تحريم الدف؟! ‏
  • ورد في سبب نزول قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ..) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلًا، قالت: فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير؟ فهل يدخل قولها ريح مغافير في حكم الكذب؟ وهل يجوز أن أسال أنا عن مثل هذه الأمور؟
  • ما صحة هذه القصة: رجل كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يعد يتحمل برودة الكفر في مكة فخرج مهاجرا إلى المدينة ـ وهو رجل معذور لكبر سنه ـ وهو في الطريق أدركته الوفاة وشعر بدنو منيته فضرب كفا بكف وقال اللهم هذه بيعتي لك، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك، فنزلت الآية: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً؟.
  • كلما جئت وقرأت عن الأخبار التي تزيد المسلم رسوخًا في دينه فيقول: ربما الخبر غير صادق، فمثلا سبب نزول سورة الكهف يقول: ربما كُذب في سند هذا الخبر المنقول عن الصحابي فلان. فما علاج ذلك؟ وهل باستطاعتكم ذكر سند الحديث الذي ذكر عن ابن عباس في سبب نزول سورة الكهف مفصلا عن أهل العلم؟ ويأتي أيضًا يوسوس لي في أمر أبي لهب فيقول: ربما أسلم ومات على الإسلام سرا. أنا مؤمن بما قاله القرآن، ولكن هلا ذكرتم لي أيضًا السند المروي عن هذه الحادثة مفصلا، كما في سابقه حتى أزداد رسوخًا فيما أنا فيه. وجزاكم الله خيرا.
  • متى نزلت تلك الآية: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟