الفتاوى

فَصل في الذين يصفون الله تعالى بالعلو والسفول

السؤال

فَصل في الذين يصفون الله تعالى بالعلو والسفول

الإجابة


وأما الذين يصفونه بالعلو والسفول، فالذين يقولون‏:‏ هو فوق العرش وهو أيضًا في كل مكان، والذين يقولون‏:‏ إذا نزل كل ليلة فإنه يخلو منه العرش، أو غيره من المخلوقات أكبر منه، ويقولون‏:‏ لا يمتنع أن يكون الخالق أصغر من المخلوق، كما يقول شيوخهم‏:‏ إنه لا يمتنع أن يكون الخالق أسفل من المخلوق، فهؤلاء لا يصفونه بأنه أكبر من كل شيء، بل ولا هو على قولهم الكبير المتعال، ولا هو العلى العظيم‏.‏

وقد بسط الرد على هؤلاء في ‏(‏مسألة النزول‏)‏ لما ذكر قول أئمة السنة مثل حماد بن زيد ‏[‏هو أبو إسماعيل حماد بن درهم الأزدي الجهضمي، شيخ العراق في عصره، من حفاظ الحديث الموجودين، يعرف بالأزرق، أصله من سبي سجستان، مولده ووفاته في البصرة، يحفظ أربعة آلاف حديث‏.

‏‏ خرج حديثه الأئمة الستة‏]‏، وإسحق بن راهويه، وغيرهما‏:‏ ‏(‏إنه ينزل ولا يخلو منه العرش‏)‏ ذكر قول من أنكر ذلك من المتأخرين المنتسبين إلى الحديث والسنة، وبَين فساد قولهم شرعا وعقلًا‏.‏

وهؤلاء في مقابلة الذين ينفون النزول‏.‏

وإذا قيـل‏:‏ حـديث النزول ونحـوه ظاهـره ليس يحتمـل التأويـل، فهـذا صحيـح إذا أريـد بالظاهـر ما يظهر لهؤلاء ونحوهم، من أنه ينزل إلى أسفل فيصير تحت العرش كما يـنزل الإنسـان مــن سطـح داره إلى أسـفـل وعلى قــول هـؤلاء ولا يبقي حينئـذ العلى ولا الأعلى، بل يكـون تـارة أعلى وتـارة أسفل تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا‏.

‏‏ وكذلك ما ورد من نزوله يوم القيامة في ظلل من الغمام، ومن نزوله إلى الأرض لما خلقها، ومن نزوله لتكليم موسي، وغير ذلك، كله من باب واحد، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ‏} ‏[‏البقرة‏:‏ 210‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}‏ ‏[‏الفجر‏:‏ 22‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 158‏]‏‏.‏

والنفاة المعطلة ينفون المجيء والإتيان بالكلية، ويقولون‏:‏ ما ثَمَّ إلا ما يحدث في المخلوقات، والحلولية يقولون‏:‏ إنه يأتي ويجيء بحيث يخلو منه مكان ويشغل آخر، فيخلو منه ما فوق العرش ويصير بعض المخلوقات فوقه‏.

‏‏ فإذا أتي وجاء لم يصر على قولهم العلى الأعلى، ولا كان هو العلى العظيم، لا سيما إذا قالوا‏:‏ إنه يحويه بعض المخلوقات فتكون أكبر منه سبحانه وتعالى عما يقول هؤلاء وهؤلاء علوًا عظيما‏.

‏ وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء}‏‏ ‏[‏الملك‏:‏ 16‏]‏، إن كان قد قال أحد‏:‏ إنه في جوف السماء فهو شرٌ قولا من هؤلاء، ولكن هذا ما علمت به قائلًا معينًا منسوبا إلى علم حتى أحيكه قولا‏.‏

ومن قال‏:‏ إنه في السماء فمراده أنه في العلو، ليس مراده أنه في جوف الأفلاك، إلا أن بعض الجهال يتوهم ذلك‏.‏

وقد ظن طائفة أن هذا ظاهر اللفظ‏.

‏‏ الظاهر ولا ريب أنه محمول على خلاف هذا الاتفاق؛ لكن هذا هو الذي يظهر لعامة المسلمين الذين يطلقون هذا القول ويـسمعونه، أو هو مدلول اللفظ في اللغة، هو مما لا يسلم لهم، كما قد يبسط في مواضع‏.

‏‏ وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}‏‏ ‏[‏النمل‏:‏ 65‏]‏، فاستثني نفسه، والعالم ‏{‏‏مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏} ‏.

‏‏ ولا يجوز أن يقال‏:‏ هذا استثناء منقطع؛ لأن المستثني مرفوع، ولو كان منقطعًا لكان منصوبا‏.‏

والمرفوع على البدل، والعامل فيه هو العامل في المبدل منه وهو بمنزلة المفرغ، كأنه قال‏:‏ ‏(‏لا يعلم الغيب إلا اللّه‏)‏‏.‏

فيلزم أنه داخل في‏:‏ ‏{‏‏مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}‏‏‏.‏

وقد قدمنا أن لفظ ‏(‏السماء‏)‏ يتناول كل ما سما، ويدخل فيه السموات، والكرسي، والعرش، وما فوق ذلك؛ لأن هذا في جانب النفي، وهو لم يقل هنا‏:‏ السموات السبع، بل عم بلفظ‏:‏ ‏(‏السموات‏)‏‏.‏

وإذا كان لفظ ‏(‏السماء‏)‏ قد يراد به السحاب، ويراد به الفلك، ويراد به ما فوق العالم، ويراد به العلو مطلقًا، فـ ‏(‏السموات‏)‏‏:‏ جمع ‏(‏سماء‏)‏، وكل من فيما يسمي ‏(‏سماء‏)‏، وكل من فيما يسمي ‏(‏أرضًا‏)‏ لا يعلم الغيب إلا اللّه‏.

‏‏ وهو سبحانه قال‏:‏ ‏{‏‏قُل لَّا يَعْلَمُ مَن}‏‏، ولم يقل‏:‏ ‏[‏ما‏]‏، فإنه لما اجتمع ما يعقل وما لا يعقل غلب ما يعقل وعبر عنه بـ ‏[‏من‏]‏ لتكون أبلغ، فإنهم مع كونهم من أهل العلم والمعرفة لا يعلم أحد منهم الغيب إلا اللّه‏.

‏‏ وهذا هو الغيب المطلق عن جميع المخلوقين الذي قال فيه‏:‏ ‏{‏‏فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}‏‏ ‏[‏الجن‏:‏ 26‏]‏‏.

‏‏ والغيب المقيد ما علمه بعض المخلوقات من الملائكة أو الجن أو الإنس وشهدوه، فإنما هو غيب عمن غاب عنه، ليس هو غيبًا عمن شهده‏.‏ والناس كلهم قد يغيب عن هذا ما يشهده هذا، فيكون غيبًا مقيدًا، أي‏:‏ غيبًا عمن غاب عنه من المخلوقين، لا عمن شهده، ليس غيبًا مطلقًا غاب عن المخلوقين قاطبة‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏‏عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ‏} ‏[‏الزمر‏:‏ 46‏]‏، أي عالم ما غاب عن العباد مطلقًا ومعينًا وما شهدوه، فهو سبحانه يعلم ذلك كله‏.

‏‏ والنفاة للعلو ونحوه من الصفات معترفون بأنه ليس مستندهم خبر الأنبياء، لا الكتاب، ولا السنة، ولا أقوال السلف، ولا مستندهم فطرة العقل وضرورته، ولكن يقولون‏:‏ معنا النظر العقلي‏.‏

وأما أهل السنة المثبتون للعلو فيقولون‏:‏ إن ذلك ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، مع فطرة اللّه التي فطر العباد عليها وضرورة العقل، ومع نظر العقل واستدلاله‏.‏

لكن، الذين يقولون بأنه ينزل ولا يبقي فوق العرش، وأنه يكون في جوف المخلوقات، ونحو هـؤلاء، قـد يقولون‏:‏ إن مستندهم في ذلك السمع، وهو ما فهموه من القرآن، أو من الأحاديث الصحيحة أو غير الصحيحة، أو من أقوال السلف وهم أخطؤوا من حيث نظروا اقتصروا على فهمه من نص واحد،كفهمهم من حديث النزول ولم يتدبروا ما في الكتاب والسنة مما يصفه بالعلو والعظمة ونحو ذلك مما ينافي أن يكون شيء أعلى منه أو أكبر منه‏.

‏‏ ويتدبروا أيضًا دلالة النص، مثل نزوله إلى سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر بأن الليل يختلف، فيكون ليل أهل المشرق ونصفه وثلثه الآخر قبل ذلك في المغرب بقريب من يوم، فيلزم على قولهم أنه لا يزال تحت العرش، وهو قد أخبر أنه استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض‏.

‏‏ وما ذكروه ينافي استواءه على العرش، وأنه ليس فوق العرش، كما قد بسط في مواضع‏.



___________________

المجلد السادس عشر

مجموع الفتاوي لابن تيمية
decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • هل معرفة التَّفسير الرَّاجح، وسبب نزول الآيات واجبة عينًا على كلِّ مسلم؟.
  • ما صحة هذا الحديث: "أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن عفان، قال: أخبرنا أبو يحيى الحماني، عن صالح بن موسى القرشي، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ"، والأخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره قال: عن ابن أبي حاتم، قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرًا" قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة. فرواية الواحدي في سندها أكثر من راو ضعيف، يكفي في فساد الاستدلال بها أن نثبت ضعف بعض هؤلاء، ففي سندها أبو يحيى الحماني، وهو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وقد رمي بالإرجاء والخطأ، وقال النسائي: (ليس بالقوي)، وقال ابن سعد، وأحمد: (كان ضعيفا) ، وقال العجلي: (كوفي ضعيف الحديث). وفي سندها: صالح بن موسى القرشي، وهو الطلحي، قال فيه ابن معين: (ليس بشيء)، وقال الأصفهاني: (يروي المناكير عن عبد الملك بن عمير، وغيره، متروك)، وقال البخاري في ضعفائه: (منكر الحديث)، وقال النسائي: (متروك الحديث)، وقال الذهبي: (واه)، وقال العسقلاني: (متروك). وفي سندها خصيف، وخصيف هذا الذي يروي عن سعيد بن جبير هو: خصيف بن عبد الرحمن الجزري، مولى عثمان بن عفان، وقيل: معاوية بن أبي سفيان، قال عنه أحمد بن حنبل: (ليس بحجة، ولا قوي في الحديث)، وقال أيضًا: (ضعيف الحديث)، وقال أبو حاتم: (صالح يخلط، وتكلم في سوء حفظه)، وقال العسقلاني: (صدوق، سيئ الحفظ، خلط بآخره، ورمي بالإرجاء)، وقال الذهبي: (صدوق، سيئ الحفظ، ضعفه أحمد). وأما رواية ابن كثير فساقطة سندًا أيضًا، ففي سندها: الحسين ابن واقد، وهو من المدلسين، وصفه بالتدليس الدارقطني، وأبو يعلى الخليلي، وقال عنه ابن حبان: (كان على قضاء مرو، وكان من خيار الناس، وربما أخطأ في الروايات)، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: (ما أنكر حديث الحسين بن واقد عن أبي المنيب، وقال العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه، وقال الأثرم: قال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي، ونفض يده). وفيها: عكرمة البربري، مولى عبد الله بن عباس، وهو ممن اشتهر كذبه على مولاه ابن عباس، فهذا سعيد بن المسيب يقول لغلامه.
  • ما مدي صحة هذه الرواية: إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، ووعدوه بالإيمان إن فعل وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا... فانشق القمر نصف على جبل الصفا، ونصف على جبل قيقعان المقابل له حتى رأوا حراء بينهما، فقالوا: سحرنا محمد، ثم قالو: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل: اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي، فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح، وإلا فقد سحر محمد أعيننا، فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر، فقال أبو جهل والمشركون: هذا سحر مستمر أي دائم، فأنزل الله تعالى في محكم كتابه: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ.
  • لماذا تأخر نزول آيات الحجاب، ولم تنزل مع أول نزول للقرآن؟ ألا يدل هذا على أن الحجاب أمر هامشي، فرعي، لا ينبغي الحديث عنه؟!
  • يقول البعض إن آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ـ الظالمون ـ الفاسقون) نزلت في اليهود والنصارى فقط ولم تكن لنا، فكيف الرد عليهم؟
  • تقول بعض الروايات الصحيحة إن أبا قحافة والد أبي بكر الصديق ـ رضي اللَّه عنه ـ قد أسلم عام الفتح، في القصة الشهيرة التي أمره فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب الذي على رأسه، في حين أننا نجد في سورة الأحقاف أن الآية: ووصينا الإنسان بوالديه حسناً حملته أمه كرها ووضعته كرها ـ قد نزلت في أبي بكر الصديق حين أسلم والداه، فهل نزلت هذه الآية بعد الفتح؟ أم أنها مكية؟ وإذا كانت مكية فكيف نجمع بين القولين؟. أفيدونا مشكورين.
  • عندي استشارة في موضوع مهم بالنسبة لي وأتمنى الإفادة. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ رَسُولًا أَنْكَرَتْ عَلَيْهِ الْكُفَّارُ، وَقَالُوا: اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ رَسُولُهُ بَشَرًا مِثْلَ مُحَمَّدٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، فما هي الآية وفي أي سورة نزلت؟. والله يطرح فيكم البركة.
  • سؤالي عن قوله تعالى (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن...) أجمع معظم مفسري القرآن على أن معنى اللائي لم يحضن المقصود بها الصغيرة التي لم تحض بعد، وأنا أريد من فضيلتكم الرأي فيمن يقول إنها البالغة الناضجة لكن لا تحيض وذلك للأسباب الآتية: 1ـ لا حاجة لصغيرة لم تبلغ للنكاح ولم تبلغ أبدا الاستعداد النفسي والجسماني لذلك، وذلك ملحق بها الضرر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) والذي يقول إن الصغيرة قد تطيق النكاح قبل البلوغ فهو متكلف. كما أن الطب يقول بأن أول دورات التبويض لدى المرأة لا تصلح للتخصيب، فحتى من بلغت لا نستطيع أن نزوجها إلا بعد مرور فترة لتصبح صالحة للإنجاب، وهو أهم أسباب النكاح. 2ـ لم يبن الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة إلا في التاسعة وقد تم العقد في السابعة فإذًا الانتظار كان للبلوغ والإجماع على ذلك. 3ـ لا يوجد في التاريخ الإسلامي ـ حسب علمي ـ حالة تزوج بطفلة لم تبلغ من قبل صحابي أو تابعي أو عالم جليل. 4ـ قال تعالى في الآية من نسائكم أي المرأة البالغة الناضجة واللائي لم يحضن معطوف عليه. 5ـ الاستناد لقوله تعالى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم). 6ـ كثير من المشايخ طالب بتقنين القوانين لتحديد سن الزواج وقد صار واقعنا يستدعي ذلك وبالفعل تم. 7ـ قوله تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب...) لم يعد يصح بعد أن تقدم الطب أن نأخذها على رأي المفسرين القدامى، وإنما أصبحت إعجازا وتفسيرا معتبرا به لدى المشايخ في أن الأصل في تطور الخصيتين وملحقاتها كان بين الصلب والترائب وأن الإمداد الدموي وغيره لا زال من هنالك كما يقول علم الأجنة، وبذلك أعرضنا عن أقوال معظم التفسير فلماذا لا نقوم بذلك في هذه الآية؟. 8ـ أعلم أن هناك من العلماء من كان لهم نظرة في هذه الآية يهيئ للمعنى المرجو مثل تعليق الإمام ابن عثيمين على الامام البخاري في هذه المسألة، ومن التفاسير اقتبس لحضراتكم: الْخَامِسَة: وَأَمَّا مَنْ تَأَخَّرَ حَيْضهَا لِمَرَضٍ فَقَالَ مَالِك وَابْن الْقَاسِم وَعَبْد اللَّه بْن أَصْبَغ: تَعْتَدّ تِسْعَة أَشْهُر ثُمَّ ثَلَاثَة، وَقَالَ أَشْهَب: هِيَ كَالْمُرْضِعِ بَعْد الْفِطَام بِالْحَيْضِ أَوْ بِالسَّنَةِ، وَقَدْ طَلَّقَ حِبَّان بْن مُنْقِذ اِمْرَأَته وَهِيَ تُرْضِع، فَمَكَثَتْ سَنَة لَا تَحِيض لِأَجْلِ الرَّضَاع. السَّادِسَة: وَلَوْ تَأَخَّرَ الْحَيْض لِغَيْرِ مَرَض وَلَا رَضَاع فَإِنَّهَا تَنْتَظِر سَنَة لَا حَيْض فِيهَا, تِسْعَة أَشْهُر ثُمَّ ثَلَاثَة عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. 9ـ اجتهادات المفسرين في هذه الآية مجرد اجتهادات بشرية تصيب و تخطئ وهي تتأثر بالظروف والأحوال وموافقة المعاصرين له هي موافقة متأثرة بهم. 10ـ إذا كان الزواج لقضاء الشهوة والغريزة فكان من باب أولى أن يكون بمن أصبح معدا لهذا وصار في حاجة له. 11ـ من إعجاز الآية شمولها لجميع أحوال النساء فهناك فئة لم تحض في حياتها لتيأس من الحيض. أرجو تقبل سؤالي وإن أخطأت، والإجابة بما يناسب ظروف العصر وأحواله، وأنا متأكد من علم حضراتكم وحرصكم على الإفادة في دين الله.
  • هل يجوز استخدام الآية في غير موضعها الذي ذُكرت له، أي أن الله -سبحانه وتعالى- يقصد بها طائفة معينة -مثلا- أو شخصا معينا, فهل يجوز لي استخدامها في غير هذا الموضع، كأن أذكر آية: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما. يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا) فهنا يسهل الله للمسلمين -كما وضحت ما سبقتهما من الآيات- بالزواج خشية الوقوع في الزنا، فهل هناك حرج لذكرهما (هاتين الآيتين) أو غيرهما من آيات القرآن في آمر آخر موازٍ, أو موضع عام بعيد عن مقتضى ما قصدته الآية التي سأذكرها؟ وهذا طبعا عند شرح مسألة, أو نصح, أو إفادة غيري بالعلم الذي رزقني الله إياه. أرجو أن أكون استطعت إيصال الفكرة، وتستطيعوا إفادتي.
  • أريد ذكر أقوال الأئمة العظماء وعلى رأسهم الأئمة الأربعة في تفسير قول الله: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ ومتى نزلت؟ وما قصة نزولها؟.
  • ورد في سبب نزول آية: (وإذا ‏رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) قصة أهل دحية -رضي الله ‏عن الجميع- واستقبالهم له بالدف.‏ ‏ فهل هذا قبل تحريم الدف؟! ‏
  • ورد في سبب نزول قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ..) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلًا، قالت: فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير؟ فهل يدخل قولها ريح مغافير في حكم الكذب؟ وهل يجوز أن أسال أنا عن مثل هذه الأمور؟
  • ما صحة هذه القصة: رجل كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يعد يتحمل برودة الكفر في مكة فخرج مهاجرا إلى المدينة ـ وهو رجل معذور لكبر سنه ـ وهو في الطريق أدركته الوفاة وشعر بدنو منيته فضرب كفا بكف وقال اللهم هذه بيعتي لك، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك، فنزلت الآية: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً؟.
  • كلما جئت وقرأت عن الأخبار التي تزيد المسلم رسوخًا في دينه فيقول: ربما الخبر غير صادق، فمثلا سبب نزول سورة الكهف يقول: ربما كُذب في سند هذا الخبر المنقول عن الصحابي فلان. فما علاج ذلك؟ وهل باستطاعتكم ذكر سند الحديث الذي ذكر عن ابن عباس في سبب نزول سورة الكهف مفصلا عن أهل العلم؟ ويأتي أيضًا يوسوس لي في أمر أبي لهب فيقول: ربما أسلم ومات على الإسلام سرا. أنا مؤمن بما قاله القرآن، ولكن هلا ذكرتم لي أيضًا السند المروي عن هذه الحادثة مفصلا، كما في سابقه حتى أزداد رسوخًا فيما أنا فيه. وجزاكم الله خيرا.
  • متى نزلت تلك الآية: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟