و ﴿يوم يسمعون الصحيةَ﴾ : بدل من " يوم ينادِ " أي : واستمع يوم ينادِ المنادي، وذلك اليوم هو يوم يسمعون الصيحة، وهي النفخة الثانية. و ﴿بالحق﴾ : متعلق بالصيحة، أو : حال، أي : ملتبسة بالحق، وهو البعث والحشر للجزاء، ﴿ذلك يومُ الخروجِ﴾ من القبور.
﴿إِنّا نحن نُحيي﴾ الخلق ﴿ونُميتُ﴾ أي : نُميتهم في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد، ﴿وإِلينا المصير﴾ أي : مصيرهم إلينا لا إلى غيرنا. وذلك ﴿يومَ تشقق﴾ أصله : تتشقق، فأدغم، وقرأ الكوفيون والبصري بالتخفيف، بحذف إحدى التاءين، أي : تتصدع،
١٩٧
﴿الأرضُ عنهم سِراعاً﴾ فيخرج المؤمنون من صدوعها مسرعين، ﴿ذلك حشرٌ﴾ أي : بعث ﴿علينا يسيرٌ﴾ هَيْنٌ، وهو معادل لقول الكفرة :﴿ذلك رجع بعيد﴾، وتقديم الجار والمجرور لتخصيص اليسر به تعالى.
﴿نحن أعلم بما يقولون﴾ من نفي البعث وتكذيب الآيات، وغير ذلك مما لا خير فيه، وهو تهديد لهم، وتسلية لرسول الله ﷺ، ﴿وما أنت عليهم بجبَّار﴾ أي : ما أنت بمسلَّط عليهم، إنما أنت داع، كقوله :﴿لَّسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر﴾ [الغاشية : ٢٢] من : جبره على الأمر : قهره، أي : ما أنت بوالٍ عليهم تجبرهم على الإيمان، وهذا قبل الأمر بالقتال، ﴿فذَكِّر بالقرآن من يخاف وعيدِ﴾ لأنه هو الذي يتأثر بالوعظ، كقوله :﴿إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ [النازعات : ٤٥] وأما مَن عداهم، فنحن نفعل بهم ما توجبه أقوالهم، وتستدعيه أعمالهم من أنواع العقاب وفنون العذاب.