وسلم بالمدينة وكان مربد
(١٦/١٥٩)
تمر لسهل وسهيل فساومهما ﷺ ليتخذه مسجداً فقالا بل نهبه لك يا رسول الله، ثم بناه مسجداً وصار ﷺ ينقل معهم اللبن في بنائه ويقول وهو ينقل اللبن:

*هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر*
ويقول أيضاً:
*إنّ الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة*
قال ابن شهاب: لم يبلغنا في الأحاديث أنّ رسول الله ﷺ تمثل ببيت شعر تام غير هذا فإظهار خروجه ﷺ لأبي بكر رضي الله تعالى عنه مما يدل على فضيلته وفضائله رضي الله عنه وعن بقية الصحابة أجمعين وفيما ذكرناه كفاية. وأمّا الضمير في قوله تعالى: ﴿وأيده﴾ فاتفقوا أنه للنبي ﷺ فهو معطوف على قوله تعالى: ﴿فقد نصره الله﴾.
﴿بجنود لم تروها﴾ أي: من الملائكة الكرام في الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وجميع مواطن قتاله ﴿وجعل كلمة﴾ أي: دعوة ﴿الذين كفروا﴾ إلى الكفر ﴿السفلى﴾ أي: المغلوبة فخيب سعيهم وردّ كيدهم ﴿وكلمة الله﴾ أي: إلى الإسلام ﴿هي العليا﴾ أي: الغالبة الظاهرة وقيل: كلمة الذين كفروا ما كانوا قدرها بينهم من الكيد بالنبيّ ﷺ وكلمة الله هي ما وعده بالنصر والظفر بهم فكان ما وعده الله تعالى حقاً وصدقاً ﴿وا عزيز﴾ في ملكه ﴿حكيم﴾ في أمره وتدبيره لا يمكن أن ينتقض شيء من مراده فلا محيص عن نفوذ ما أراده ولما بلغت هذه المواعظ من القلوب الواعية مبلغاً هيأها للقبول أقبل عليها سبحانه وتعالى فقال:
(١٦/١٦٠)


الصفحة التالية
Icon