معاني القرآن، ج ١، ص : ٥٠
الرجل الأحاديث المفتعلة قال بعض العرب لابن دأب «١» وهو يحدّث الناس «٢» : أهذا شىء رويته أم شىء تمنّيته؟ يريد افتعلته، وكانت أحاديث يسمعونها من كبرائهم ليست من كتاب اللّه «٣». وهذا أبين الوجهين.
وقوله : إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً... (٨٠)
يقال «٤» : كيف جاز فى الكلام : لآتينك أياما معدودة، ولم يبين عددها؟ وذلك أنهم نووا الأيام التي عبدوا فيها العجل، فقالوا : لن نعذّب فى النار إلا تلك الأربعين الليلة التي عبدنا فيها العجل. فقالوا : لن نعذّب فى النار إلا تلك الأربعين الليلة التي عبدنا فيها العجل. فلما كان معناها مؤقّتا معلوما عندهم وصفوه بمعدودة ومعدودات، فقال اللّه : قل يا محمد : هل عندكم من اللّه عهد بهذا الذي قلتم أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.
وقوله : أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ... «٥» (٧٦)
هذا من قول اليهود لبعضهم أي لا تحدّثوا المسلمين بأنكم تجدون صفة محمد صلى اللّه عليه وسلّم فى التوراة وأنتم لا تؤمنون به، فتكون لهم الحجة عليكم. أَفَلا تَعْقِلُونَ قال اللّه :«أَ وَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ» هذا جوابهم من قول اللّه.
وقوله : وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ... (٨٥)
إن شئت جعلت هُوَ كناية عن الإخراج وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ أي وهو محرّم عليكم يريد : إخراجهم محرّم عليكم، ثم أعاد الإخراج

(١) ابن دأب : أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب المدني، كان يضع الشعر وأحاديث السمر وكلاما ينسب إلى العرب، فسقط، وذهبت روايته. وتوفى سنة ١٧١ ه.
(٢) زيادة فى أ.
(٣) فى ج، ش :«من كتب اللّه».
(٤) فى أ: «فقال».
(٥) يلاحظ أن هذه الآية والتي تليها ليست على الترتيب من الآية السابقة.


الصفحة التالية
Icon