المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٥٩
وأجدب «١»، والثّاني من باب دخل وأدخل غيره «٢»، والمِرْغَادُ من اللّبن : المختلط الدّالّ بكثرته على رغد العيش.
رغم
الرَّغَامُ : التّراب الدّقيق، ورَغِمَ أنفُ فلانٍ رَغْماً : وقع في الرّغام، وأَرْغَمَهُ غيره، ويعبّر بذلك عن السّخط، كقول الشاعر :
١٩٤ -
إذا رَغِمَتْ تلك الأنوف لم أرضها ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها
«٣» فمقابلته بالإرضاء ممّا ينبّه دلالته على الإسخاط. وعلى هذا قيل : أَرْغَمَ اللّه أنفه، وأَرْغَمَهُ : أسخطه، ورَاغَمَهُ : ساخطه، وتجاهدا على أن يُرْغِمَ أحدهما الآخر، ثمّ تستعار الْمُرَاغَمَةُ للمنازعة. قال اللّه تعالى : يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً
[النساء / ١٠٠]، أي :
مذهبا يذهب إليه إذا رأى منكرا يلزمه أن يغضب منه، كقولك : غضبت إلى فلان من كذا، ورَغَمْتُ إليه.
رف
رَفِيفُ الشّجر : انتشار أغصانه، ورَفَّ الطّير : نشر جناحيه، يقال : رَفَّ الطّائرُ يَرُفُّ، ورَفَّ فرخَهُ يَرُفُّهُ : إذا نشر جناحيه متفقّدا له. واستعير الرَّفُّ للمتفقّد، فقيل :(ما لفلان حَافٌّ ولا رَافٌّ) «٤» أي : من يحفّه أو يرفّه، وقيل :(من حفّنا أو رفّنا فليقتصد) «٥».
والرَّفْرَفُ : المنتشر من الأوراق، وقوله تعالى :
عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ
[الرحمن / ٧٦]، فضرب من الثّياب مشبّه بالرّياض، وقيل : الرَّفْرَفُ :
طرف الفسطاط، والخباء الواقع على الأرض دون الأطناب والأوتاد، وذكر عن الحسن «٦» أنها المخادّ.
رفت
رَفَتُّ الشيء أَرْفُتُهُ رَفْتاً : فَتَّتُّهُ، والرُّفَاتُ والْفُتَاتُ : ما تكسّر وتفرّق من التّبن ونحوه، قال تعالى : وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً
[الإسراء / ٤٩]، واستعير الرُّفَاتُ للحبل المنقطع قطعة قطعة.
رفث
الرَّفَثُ : كلام متضمّن لما يستقبح ذكره من ذكر الجماع، ودواعيه، وجعل كناية عن الجماع
(١) أي : فعل وأفعل بمعنى واحد. [.....]
(٢) أي : من باب دخل اللازم، وأدخل المتعدي.
(٣) البيت تقدّم في مادة (أنف).
(٤) الحافّ : الذي يضمّه، والرافّ : الذي يطعمه. انظر : المجمل ٢ / ٣٦٨.
(٥) هذا مثل تقدّم في مادة (حفّ)، وهو في أمثال أبي عبيد ص ٤٥.
(٦) أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن الحسن في قوله تعالى : عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ قال : البسط. وأخرج ابن المنذر عن عاصم الجحدري مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ قال : وسائد. انظر : الدر المنثور ٧ / ٧٢٣.