المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٥٧
وباعتبار القطع قيل : رَعَبْتُ السّنام : قطعته. وجارية رُعْبُوبَةٌ : شابّة شطبة تارّة «١»، والجمع الرَّعَابِيبُ.
رعد
الرَّعْدُ صوت السّحاب، وروي (أنه ملك يسوق السّحاب) «٢». وقيل رَعَدَتِ السّماءُ وبرقت، وأَرْعَدَتْ وأبرقت، ويكنّى بهما عن التّهدّد. ويقال : صلف تحت رَاعِدَةٍ «٣» : لمن يقول ولا يحقّق. والرِّعْدِيدُ : المضطرب جبنا، وقيل : أُرْعِدَتْ فرائصه خوفا «٤».
رعى
الرَّعْيُ في الأصل : حفظ الحيوان، إمّا بغذائه الحافظ لحياته، وإمّا بذبّ العدوّ عنه. يقال :
رَعَيْتُهُ، أي : حفظته، وأَرْعَيْتُهُ : جعلت له ما يرْعَى. والرِّعْيُ : ما يرعاه، والْمَرْعَى : موضع الرّعي، قال تعالى : كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ
[طه / ٥٤]، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها
[النازعات / ٣١]، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى [الأعلى / ٤]، وجعل الرَّعْيُ والرِّعَاءُ للحفظ والسّياسة. قال تعالى : فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها
[الحديد / ٢٧]، أي : ما حافظوا عليها حقّ المحافظة. ويسمّى كلّ سائس لنفسه أو لغيره رَاعِياً، وروي :«كلّكم رَاعٍ، وكلّكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ» «٥» قال الشاعر :
١٩١ -
ولا المرعيّ في الأقوام كالرّاعي
«٦» وجمع الرّاعي رِعَاءٌ ورُعَاةٌ. ومُرَاعَاةُ الإنسان للأمر : مراقبته إلى ماذا يصير، وما ذا منه يكون، ومنه : رَاعَيْتُ النجوم، قال تعالى : لا تَقُولُوا : راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا
[البقرة / ١٠٤]، وأَرْعَيْتُهُ

_
(١) الشّطبة : الحسنة، والتارّة : الممتلئة الجسم.
(٢) أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي وغيرهم عن ابن عباس قال : أقبلت يهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء...
ثم قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال : ملك من ملائكة اللّه موكّل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره اللّه... إلخ. انظر : الدر المنثور ٤ / ٦٢١، وعارضة الأحوذي ١١ / ٢٨٤ وقال الترمذي حسن غريب، ومسند أحمد ١ / ٢٧٤.
(٣) هذا مثل يقال للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. انظر : المجمل ٢ / ٣٨٥، والمستقصى ٢ / ٩٦.
(٤) راجع : المجمل ٢ / ٣٨٥.
(٥) الحديث عن ابن عمر يقول : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم... إلخ.
وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري في الأحكام ١٣ / ١٠٠، ومسلم في الإمارة برقم (١٨٢٩)، وانظر شرح السنة ١٠ / ٦١.
(٦) البيت :
ليس قطا مثل قطيّ ولا ال مرعيّ في الأقوام كالراعي
وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري، والبيت في المجمل ٢ / ٣٨٤، واللسان (رعى)، والمفضليات ص ٢٨٥، وخاص الخاص ص ٢٠.


الصفحة التالية
Icon