لباب التأويل، ج ٤، ص : ١٧٣
قتادة : مثل أصحاب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم مكتوب في الإنجيل أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قيل الزرع محمد صلّى اللّه عليه وسلّم والشطء أصحابه والمؤمنون وقيل : الزرع هو محمد صلّى اللّه عليه وسلّم شطأه أبو بكر فآزره عمر فاستغلظ عثمان فاستوى على سوقه علي بن أبي طالب يعجب الزراع يعني جميع المؤمنين لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ قيل : هو قول عمر بن الخطاب لأهل مكة بعد ما أسلم لا يبعد اللّه سرا بعد اليوم. وقيل : قوتهم وكثرتهم ليغيظ بهم الكفار. قال مالك بن أنس : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقد أصابته هذه الآية.
(فصل في فضل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم) (ق) عن عبد اللّه بن مسعود أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم» (م).
عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت :«سأل رجل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أي الناس خير؟ قال : القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث». قوله : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم يعني الصحابة ثم التابعين وتابعيهم والقرن كل أهل زمان قيل هو أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة سنة عن عبد الرّحمن بن عوف أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«أبو بكر في الجنة وعمر بن الخطاب في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة وعلي بن أبي طالب في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرّحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة». أخرجه الترمذي.
وأخرج عن سعيد بن زيد نحوه وقال : هذا أصح من الحديث الأول عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر اللّه عمر وأشدهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي بن كعب ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر أشبه عيسى في ورعه قال عمر فنعرف له ذلك يا رسول اللّه؟ قال نعم» أخرجه الترمذي مفرقا في موضعين، أحدهما : إلى قوله أبو عبيدة بن الجراح، والآخر إلى أبي ذر (خ).
عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صعد أحدا أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال : اثبت أحد أراه ضربه برجله فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان».
عن ابن مسعود :«عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال : اقتدوا بالذين بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدى عثمان وتمسكوا بعهد عبد اللّه بن مسعود» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب. (ق) عن عمرو بن العاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعثه في جيش ذات السلاسل قال : فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة فقلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من؟ قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا» عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «رحم اللّه أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وصحبني في الغار وأعتق بلالا من ماله رحم اللّه عمرا ليقولن الحق وإن كان مرا تركه الحق وما له من صديق. رحم اللّه عثمان تستحي منه الملائكة، رحم اللّه عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب. (م) عن زر بن حبيش قال : سمعت عليا يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. عن.
عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «ما من أحد يموت من أصحابي بأرض إلا بعثه اللّه قائدا ونورا لهم يوم القيامة» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب وقد روي عن أبي بريدة مرسلا وهو أصح. (ق) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» وعن أبي هريرة نحوه أخرجه مسلم عن عبد اللّه بن مغفل المزني قال : قال رسول اللّه


الصفحة التالية
Icon