ثم يذكر المولى عبده بما أوح عنده من نعم تستدعى الشكر " ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين ". فهلا كسر قيود الكفر والتقليد الأعمى واقتحم طريقه إلى الله مؤمنا به مطيعا لأمره! وماذا يصنع ليحقق ذلك؟ " وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة". والسورة هنا ذكرت الإيمان بآثاره الجليلة، فليس الإيمان زعما مجردا إنما هو عطاء وفداء وذكاء وسناء. والمؤمنون نماذج الإنسانية الكاملة والشرف الرفيع " ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة * أولئك أصحاب الميمنة". أى جمهور أهل الجنة. والتواصى بالصبر والمرحمة شارة أهل الكمال والاجتهاد. والمؤمنون ليسوا كسالى ولا خزايا، إنهم ناشطون فى طريق الخير، حتى يدركهم الموت فينقلهم إلى منازلهم من جنة الرضوان، كل على قدر نشاطه وسبقه وتوفيق الله له. أما مدمنو الآثام وعشاق الظلام، فلهم عاقبة أخرى " والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة * عليهم نار مؤصدة ". سورة البلد هذه بينت أن الأنبياء العرب لم ينجحوا فى هداية أطراف الجزيرة شمالا وجنوبا. حتى جاء النبى الخاتم فكون من وسط الجزيرة من حملوا المشاعل إلى العالم أجمع. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٢٠ ـ ٥٢١﴾