وقال الفراء :
سورة ( الانفطار )
﴿ إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ ﴾
قوله عز وجل: ﴿إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ...﴾: انشقت.
﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ...﴾.
خرج ما فى بطنها من الذهب والفضة، وخرج الموتى بعد ذلك، وهو من أشراط الساعة: أن تخرج الأرضُ أفلاذَ كبدها من ذهبها وفضتها. قال الفراء: الأفلاذ القِطَعُ من الكبد المشرح والمشرحة، الواحد فلِذٌ، وفِلْذةٌ.
﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ﴾ من عملها ﴿وَأَخَّرَتْ...﴾.
وما أخرت: ما سنت من سنة حسنة، أو سيئة فعُمل بها.
وجواب: ﴿إذا السَّماء انفطَرتْ﴾ قوله: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾.
﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ...﴾.
قرأها الأعمشُ وعاصم: "فَعَدَلك" مخففة. وقرأها أهل الحجاز: "فعدَّلك" مشددة. فمن قرأها بالتخفيف فوجهه والله أعلم: فصرفكَ إلى أىِّ صورةٍ شاءَ إما: حَسَنٌ، أو قَبيحٌ، أو طويل، أو قصير.
قال: [حدثنا الفراء قال]: وحدثنى بعض المشيخة عن ليثٍ عن ابن أبى نَجِيح أنه قال: فى صورة عمٍّ فى صورة أبٍ، فى صورة بعض القرابات تشبيها.
ومن قرأ: "فعدَّلك" مشددة، فإنه أراد ـ والله أعلم: جعلك معتدلا معدّل الخلق، وهو أعجب الوجهين إِلىّ، وأَجودُهما فى العربية ؛ لأنك تقول: فى أى صورة ما شاء ركبك، فتجعل ـ فى ـ للتركيب أقوى فى العربية من أن يكون فى للعدل ؛ [/ب] لأنك تقول: عَدَلتك إلى كذا وكذا، وصرفتك إلى كذا وكذا، أجود من أن تقول: عَدلتك فيه، وصَرفتك فيه.
﴿ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ...﴾.