(٦/١٤٣)
---
مجاهد: السراب عمل الكافر وإتيانه إياه موته ومفارقة الدنيا.
فإن قيل: قوله تعالى: ﴿حتى إذا جاءه﴾ يدل على كونه شيئاً، وقوله تعالى: لم يجده شيئاً مناقض له؟ أجيب: بأن معناه ﴿لم يجده شيئاً﴾ نافعاً كما يقال: فلان ما عمل شيئاً وإن كان قد اجتهد، أو أنه إذا جاء موضع السراب لم يجد السراب يرى من بعيد بسبب الكثافة كأنه ضباب وهباء، فإذا قرب منه رق وانتشر وصار كالهواء ﴿ووجد الله عنده﴾ أي: ووجد عقاب الله الذي توعد به الكفار أو وجد زبانية الله، أو وجده محاسباً إياه أو قدم على الله ﴿فوفاه حسابه﴾ أي: جزاء عمله قيل: نزلت في عتبة بن ربيعة فإنه قد تعبد ولبس المسوح والتمس الدين في الجاهلية، ثم كفر بالإسلام؛ قال ابن الخازن: والأصح أن الآية عامة في حق جميع الكفار ﴿والله سريع الحساب﴾ لأنه تعالى عالم بجميع المعلومات، فلا يشغله محاسبة واحد عن واحد، وفي هذا رد على المشبهة قبحهم الله تعالى لأنه تعالى لو كان متكلماً بآلة كما يقولون لما صح ذلك، وقوله تعالى:
﴿أو كظلمات﴾ عطف على كسراب على حذف مضاف واحد تقديره: أو كذي ظلمات، ودل على هذا المضاف قوله تعالى: ﴿إذا أخرج يده لم يكد يراها﴾ (النور، ٤٠)
(٦/١٤٤)
---


الصفحة التالية
Icon