" صفحة رقم ٢١٤ "
) مِنْ شَكْلِهِ ( مثله ) أزْوَاجٌ ( أصناف من العذاب والكناية في شكله راجعة إلى العذاب في قوله هذا.
ص :( ٥٩ ) هذا فوج مقتحم.....
وأما قوله ) هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ( قال ابن عبّاس : هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة ) هذا ( يعني الاتباع ) فوجاً ( جماعة ) مقتحم معكم ( النار، أيّ داخلوها كما دخلتم.
ص :( ٦٠ ) قالوا بل أنتم.....
فقالت السادة :) لا مَرْحَباً بِهِمْ ( يعني بالأتباع ) إنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ( كما صليناها، فقال الاتباع للسادة :) بَلْ أ نْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أ نْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ( أيّ شرعتم وسننتم الكفر لنا ) فَبِئْسَ القَرَارُ ( أي قرارنا وقراركم، والمرحب والرحب السعة، ومنه رحبة المسجد.
قال أبو عبيدة : يقول العرب للرجل : لامرحباً بك، أي لا رحبت عليك الأرض، أيّ اتسعت.
وقال القتيبي : معنى قولهم : مرحباً وأهلاً وسهلاً، أي أتيت رحباً وسعة، وأتيت سهلاً لاحزناً، وأتيت أهلاً لاغرباء، فأنس ولاتستوحش، وهي في مذهب الدعاء كما تقول : لقيت خيراً، فلذلك نصب.
قال النابغة :
لا مرحباً بغد ولا أهلاً به
إن كان تفريق الأحبة في غد
٢ ( ) قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَاذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِى النَّارِ وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ الاَْشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَاهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمََلإِ الاَْعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِن يُوحَى إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( ٢
ص :( ٦١ ) قالوا ربنا من.....
) قَالُوا ربَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا ( أي شرّعه وسنّه ) فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ ( على عذابنا.
وقال ابن مسعود : يعني حيات وأفاعي.
ص :( ٦٢ ) وقالوا ما لنا.....
) وَقَالُوا ( يعني صناديد قريش وهم في النار ) مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرَارِ ( في دار الدُّنيا، يعني فقراء المؤمنين
ص :( ٦٣ ) أتخذناهم سخريا أم.....
) أتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً (.