وورد أيضا عدة آيات يدخل فيها هذا وهذا، ومثل هذا :( الفسق ) والمعصية والذنب والسيئة والجرم والخطيئة ونحوها، فإنها وردت في القرآن لكل واحد من هذه الثلاثة، فتفسر في كل مقام بما يناسب ذلك المقام.
* فائدة : قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل : الآيات ٥ - ٧].
جمعت السعادة وجميع الأسباب التي تنال بها السعادة، وهي ثلاثة أشياء : فعل المأمور، واجتناب المحظور، وتصديق خبر الله ورسوله، فهذه الثلاثة يدخل فيها الدين كله، وذلك أن قوله :( أَعْطَى ) أي : جميع ما أمر به من قول وعمل ونية، ( وَاتَّقَى ) : جميع ما نهي عنه من كفر وفسوق وعصيان، ﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾ : بما أخبر الله به ورسوله من الجزاء، فصدَّق بالتوحيد وحقوقه وجزاء أهله.. فمن جمع ثلاثة الأمور يسره الله لليسرى، أي : لكل حالة فيها تيسير أموره وأحواله كلها، ومقابل هذا قوله :
﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ﴾ [الليل : ٨].
أي : ترك ما أمر به ليس خاصا بالنفقة، بل معنى البخل المنع، فإذا منع الواجبات المتوجهة إليه القولية أو الفعلية أو المالية فقد بخل.


الصفحة التالية
Icon